Commentaries on Abu Tammam's Hamaasa: A Comparative Study of Methods and Applications
شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
ناشر
دار الأوزاعي
ایڈیشن نمبر
الأولى.
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
تمام في مجال اللغة، فإن الذي يهمنا من النص هو أن العلماء كانوا مطمئنين لما رواه أبو تمام في الحماسة واثقين منه كل الوثوق، وهم لم يفعلوا ذلك إلا لأنهم ادركوا أن أبا تمام إذا كان قد أخذ اختياره من كتب ودواوين موثوق بها، فإن هذه الثقة تنسحب على ما اختاره منها، ولهذا لا مكان للقول بأن الحماسة ليست لها رواية انتقلت بها إلى أبي تمام.
وأما الأمر الثاني فهو يدعو إلى الدهشة حقًا وبخاصة حين يصدر من باحث جعل همه الأول في بحثه ألا يأخذ قولًا في التوثيق دون مناقشة. ولقد قام في هذا السبيل بجهود طيبة تشهد له المواضع المتعددة في بحثه القيم، ونحن قد نجد له العذر فيما ذهب إليه في الأمر الأول، لأنه لم يقف على المصادر التي دلت على أن الحماسة قد أخذت عن أبي تمام قراءة أو رواية، فجل هذه المصادر مخطوط ولم يكن معروفًا في الزمن الذي أخرج فيه بحثه عام ١٩٥٦ م. ولكن لا عذر له أن يأخذ قول المرزوقي مأخذ التسليم دون مناقشة يصل فيها إلى بينة من الأمر، ودون أن يكلف نفسه مصاهاة ما ورد في الحماسة بما جاء في الكتب التي عدها من مصادر الشعر الجاهلي كالمفضليات والأصمعيات، ولعمري لو فعل ذلك لما قال ما قال ولوضع الحماسة في الموضع الذي وضعه فيها علماء اللغة.
ونحن ليس تحت ايدينا كل الدواوين التي رآها المرزوقي وذهب إلى أنها مخالفة في ألفاظها عما أورده أبو تمام في الحماسة، ولكننا نستطيع أن نعرض بعض النماذج للنصوص التي وردت في الحماسة ورواها كل من المفضل الضبي والأصعمي، لنرى إلى أي حد كان الاختلاف بين رواية الحماسة، ورواية المفضليات والأصمعيات، ولنأخذ لذلك أمثلة أربعة أولها حماسية عبد الله بن عنمة التي وردت في شرح المرزوقي رقم (١٩٠) ورواها المفضل كما رواها الأصمعي، وهي في الروايات الثلاث ستة أبيات جاء في مطلعها:
ما إن ترى السيد زيدًا في نفوسهم كما تراه بنوكوز ومرهوب
فحين نعارض رواية الحماسة برواية المفضل والأصعمي لا نجد اختلافًا في الألفاظ
1 / 50