Collection of Arafat Sermons by Abdul Aziz Al-Sheikh
جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ
اصناف
كان محمد ﷺ خاتم أنبياء الله وخاتم رسله، كانت معجزته باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
“ للقرآن خصائص عظيمة منها: حفظ الله له من الزيادة والنقصان “
أمة الإسلام، لقد خص الله هذا القرآن العظيم بخصائص عظيمة لم تكن لكتاب من كتب الله السابقة.
فمن خصائصه: أن الله حفظه فلا تتطرق إليه أيدي العابثين زيادة فيه أو نقصانا منه، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (١)، فهذا القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله، لا يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه مهما بذل جهده، وكم نسب إلى الله في الكتب السابقة ما لم يقله الله، ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ (٢)، أما القرآن الكريم فمحفوظ بحفظ الله، تحدى الله العرب أن يأتوا بعشر سور منه، أو بسورة، بل بآية، إلى أن قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (٣) .
“ ومن خصائصه: أن الله جعله مهيمنا على ما سواه من الكتب “
ومن خصائص القرآن الكريم أن الله جعله مهيمنا على ما سواه من الكتب، جامعا لمعاني ما سلفه من الكتب، يحق الحق ويبطل الباطل، يقول الله ﷿: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (٤) .
(١) سورة الحجر الآية ٩
(٢) سورة البقرة الآية ٧٩
(٣) سورة الإسراء الآية ٨٨
(٤) سورة المائدة الآية ٤٨
1 / 162