112

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

ناشر

دار التدمرية

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ

اصناف

لا، كل أحد يمكن أن يكلم الله، أنت تكلم الله، وتناجيه "إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه " (١) الداعي يكلم ربه يقول: يا رب، يا رب، لكن خصوصية موسى في أن الله كلمه، ولا يستطيع مبطل معطل أن يبطل هذه الأدلة يقول: وكلم اللهَ،؛ لأن كلام الله محفوظ في الصدور، وفي المصاحف ﴿لَا يَاتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [(٤٢) سورة فصلت].
وهذا التكليم بيّن اللهُ أنه كان مناداة، ومناجاة، كما في آية سورة مريم ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ فالله تعالى نادى موسى، ونادى الأبوين - آدم وحواء - من قبل لما عصيا، وخالفا أمر الله، وارتكبا ما نُهيا عنه ﴿فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.﴾ [(٢٢ - ٢٣) سورة الأعراف] وكذلك ﷾ ينادي المشركين يوم القيامة توبيخا لهم ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [(٦٢) سورة القصص] ويخاطب الرسل ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾ [(١٠٩) سورة المائدة] وفي الحديث "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" (٢).
فالله تعالى لم يزل، ولا يزال متكلما، إذا شاء بما شاء، وكيف شاء، ويكلم من شاء من عباده من: ملائكته، ورسله، وعباده، وسائر الخلق، ومن كلامه الكتب، ومنها القرآن، فالقرآن كلام الله ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ هو كلام الله كيفما تصرف غير مخلوق، محفوظ في الصدور، ومسموع بالآذان ومقروء بالألسنة، ومكتوب في المصاحف؛ كله كلام الله.

(١) [رواه البخاري (٤٠٥)، ومسلم (٥٥١) من حديث أنس ﵁]
(٢) [رواه البخاري (٧٤٤٣)، ومسلم (١٠١٦) من حديث عدي بن حاتم ﵁].

1 / 122