214

العقد الثمین

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

تحقیق کنندہ

محمد بن عبد الله الهبدان

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

پبلشر کا مقام

الرياض

وأيضا كل ما أمر به أو نهى عنه أو حكم به أو فعله، فهو: إما يكون ذلك بالوحي النازل عليه؛ لان الوحي كما ينزل بالقرآن ينزل بالسنة، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن. ولهذا قال ﷺ: "إني أوتيت القرآن ومثله معه" (١) يعني: السنة. وإما أن يكون ذلك مما فهمه ﷺ من القرآن. قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِليْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾ (النساء: من الآية ١٠٥) . وقال ﷾: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَليْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لهُمُ الَّذِي اخْتَلفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (النحل:٦٤) . وقال ﷻ: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِليْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّل إِليْهِمْ وَلعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل: من الآية ٤٤) . وأما وجوب التمسك بعده بسنة خلفائه الراشدين، والاقتداء بأصحابه المهتدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين: فالذي تقدم من الآيات والأحاديث الصحيحة، يدل على ذلك دلالة واضحة صريحة، وقد ورد النهي بالتمسك بهديهم والاقتداء بهم خصوصا وعموما مما هو معلوم في كتب السنة، وقد قال رسول الله ﷺ: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" (٢) . وأيضا فقد ثبت لهم النجاة، والسلامة من النار والمعافاة كما دل على ذلك كثير من الأحاديث والآيات:

(١) رواه أحمد (٤/١٣١) . (٢) ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/٩١) وقال: هذا إسناد لا تقوم به حجة؛ لأن الحارث بن غصين مجهول. انظر: السلسلة الضعيفة (١/٧٨) (٥٨)، وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (٤/٢٣٨) ضعفه ائمة الحديث) .

1 / 239