وكان أحدهما من الخوارج، فتوجه الحكم على الخارجي فحكم عليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له الخارجي: والله ما حكمت بالسوية ولا عدلت في الرعية (1)، وما قضيتك عند الله تعالى بمرضية!
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) - وأومأ بيده إليه -: " اخسأ يا عدو الله! " فاستحال كلبا أسود!
فقال ابن عباس (2): فوالله لقد رأينا تطاير ثيابه عنه في الهواء، وجعل يتبصبص لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ودمعت عيناه في وجهه، ورأينا أمير المؤمنين قد رق له، فلحظ السماء وحرك شفتيه بكلام، فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الإنسانية، وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه، فرأيناه وقد خرج من المسجد وأن رجليه ليضطربان!! فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين [(عليه السلام)] فقال [لنا]: " ما بالكم تنظرون وتتعجبون؟! " فقلنا: يا أمير المؤمنين، كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت؟!
فقال: " أما تعلمون أن آصف بن برخيا وصى سليمان بن داود (عليه السلام) قد صنع ما هو قريب من هذا الأمر، فقص الله عزوجل قصته حيث يقول : (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك * قال الذي عنده علم من الكتب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رأه مستقرا عنده وقال هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر أم أكفر...) (3) إلى آخر الآية، فأيهما أكرم على الله تعالى:
نبيكم أم سليمان؟ ".
قالوا: إن نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أكرم يا أمير المؤمنين.
قال: " فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان، وإنما كان عند وصي سليمان من
صفحہ 41