العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
ناشر
دار الكتاب العربي - بيروت
اصناف
وحصر نفسه في طلب المعارف الالهية ثم قال لي هل تريد اللحوق الى مقدم هذه الطريقة الشيخ محيي الدين فقلت اني استحيي من هؤلاء المشايخ الكبار احدهم شيخي والاخر والدي والاخر شيخ والدي فقال هذا طريق الحق وميدان المحبة لا يراعي فيها خاطر من الخواطر بل كل من يسلك فيها ويصل اليها يأخذ منها بقدر ما يقدر عليه فقبضني من جناحي ورماني الى تلك الارض فما وقعت الا عند الشيخ محيي الدين مقدما على الشيخ عبد الرحيم فرفع رأسه فقال أسأت الادب وتقدمت على مرتبتك فقلت ما جئت الى هذا المكان باختياري وانظر الى الذي يقف عند رأسك فنظر فرأى الشيخ أبا يزيد فسأل عنه فقلت هو الشيخ ابو يزيد الذي رماني الى هذا المكان واوصلني الى هذه المنزلة فقال سلمه الله وان الامر امره فقام واخذ إزارا وشده في وسطي وقلدني سيفا فانتبهت وتفكرت فعرفت الحال وفهمت المقال وها انا اورد الرسالة المباركة وفاء بالعهد السابق فعليك بالفكر اللائق والتأمل الصادق فيما حوته من الاشارات الدقيقة الى الاسرار الانيقة وتنبيهات فائقة الى بدائع رائقة تنكشف بها الخطوب وتطمئن بها القلوب حتى تستدل على مقامه من آثار أقدامه
صورة الرسالة بعينها
اعلم ان حصول المقصود انما يكون بالتوحيد والفناء وهو انما يكون بكلمة التوحيد لان السالك لم يصل الى الفناء والبقاء الا برفع الحجب فبالنفي ترفع الحجب وبالاثبات يثبت الحق لان التنزيه شأن السالك على الوجه الخاص وهو طريق المعراج كما صرح به الشيخ الاكبر في كتبه واما قولهم الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق فمعناه ان سلوك كل احد انما يكون بحسب استعداده وقابليته كما يشعر به قولهم بعدد انفاس الخلائق والذكر اللساني في منازل النفس وهي جوهري بخاري حاصل من قوة الحيوان والحس والحركة الارادية ويسميها الحكماء الروح الحيواني وهو واسطة بين القلب الذي هو النفس المجردة وبين البدن المادي ومنبع التجويف الايسر من اللحم الصنوبري ويطلق القلب عليه فقوله عليه الصلاة والسلام حكاية عن الله عز وجل ما وسعني
صفحہ 473