عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان
عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان
ایڈیٹر
د محمود رزق محمود (جامعة المنيا) [ت ١٤٤٠ هـ]
ناشر
مطبعة دار الكتب والوثائق القومية
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
تاریخ
ولما سمع السلطان بقدومه أرسل إليه (^١) بالمثال (^٢) الفاضلي كتابًا أوله: ﴿أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾ (^٣). وقال في آخره: "ولقد أحسن عدنان المبشر إذ طلع علينا طلوع الفجر قبل شمسه، وغرس في القلوب ما يسرنا ويسره جني غرسه" (^٤).
وقال ابن أبي طي: كان سبب خروجه من اليمن كراهية البلاد، والشوق إلى أخيه الملك الناصر، وأن يرى ملوك الشام وغيرها. [وأمر العساكر] (^٥) بما أنعم الله به عليه من النعم والأموال.
وفي تاريخ الدولتين (^٦): لما تحدث الناس بخروج شمس الدولة من اليمن كان باليمن رجل يقال له عباس، وكان صهر ياسر بن بلال الحبشي (^٧) صاحب عدن، وكان بين ياسر وعباس عداوة، فافتعل عباس كتابا على لسان ياسر وزوَّر عليه علامته إلى زيد ابن عمرو بن حاتم صاحب صنعاء يقول فيه: "إن شمس الدولة سائر إلى أخيه الملك الناصر إلى الشام، وسبب خروجه ضعفه عن اليمن، فأمسكوا ما كنتم تحملون إليه من الإتاوة والرشوة، "تبقى لكم" (^٨). واحتال حتى وصل الكتاب إلى شمس الدولة، وكان نازلا على حصن يعرف بالخضراء (^٩) يحاصره.
فلما وقف شمس الدولة على الكتاب استدعى ياسرًا وقال له: هذا خطك وعلامتك؟ قال: كأنه هو. قال: فبأي شيء استحققت منك هذا، وقد قرَّبتُ منزلتك، وأبقيتُ عليك بلادك، ورفعت بضبعك (^١٠) على أهل إقليمك. وأراه الكتاب. فلما وقف عليه
(^١) "السلطان" في نسخة ب.
(^٢) المثال: الجمع مثالات، وهو أول ما يكتب من الأوراق الرسمية بموافقة السلطان. انظر: صبح الأعشي، ج ١٣، ص ١٥٣ - ١٥٥.
(^٣) سورة يوسف: آية (٩٠).
(^٤) انظر هذا النص في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٣.
(^٥) "أمراء العساكر" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٣.
(^٦) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٣ - ٦٦٥.
(^٧) كان ياسر بن بلال بن جرير الحبشي وزيرًا للأخوين منصور وأبي سعود ولدي عمران المكرم من أسرة بني زريع الإسماعيلية التي سيطرت على عدن منذ سنة ٤٧٦ هـ / ١٠٨٣ م حتى سقطت في أيدي الأيوبيين. انظر: زامباور: معجم الأنساب، ج ١، ص ١٨١؛ الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٤ حاشية ١.
(^٨) "ويبقى لكم" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٤.
(^٩) حصن الخضراء: حصن في اليمن في جبل وصاب من عمل زبيد. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٤٥١.
(^١٠) الضَّبعُ: العضد كلها وأوسطها بلحمها أو الإبط أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط ج ٣، ص ٥٣ - ٥٤.
1 / 227