121

علم واصم

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

اصناف

جوابات

[ابن الوزير] قال: الوجه الثاني: اعلم أن الحاصل على المحافظة على الخيرات والمجانبة للمكروهات ليس مجرد اعتقاد أن الله تعالى يعاقب على الذنب وإنما هو شرف في النفوس وحياء في القلوب من مبارزة المنعم بجميع النعم بالمعاصي، ولهذا فإن أكثر الخلق محافظة على الخير، ومجانبة للمكروه، أشدهم حياء من الله وإجلالا له، وأما مجرد الاعتقاد فهو واحد لا يزيد ولا ينقص ولهذا نجد الوعيدية مختلفين مع اتحاد معتقدهم...إلخ.

[المؤلف] أقول: لا يخلو إما أن يكون العمل مجردا عن طلب شكر المنعم أو طلب النجاة أو لا، الأول باطل لمصيره لا لغرض فتعين الثاني إما لوجهي الشكر والخوف أو لأحدهما كما قال صلى الله عليه وآله لما عوتب على إجهاد نفسه في العبادة بعد تبشيره بغفران ذنبه: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) والمعاتب له من أصحابه لم يظهر له هذا الشرف الذي ذكرتم ولاحام جواب النبي صلى الله عليه وآله [حول] حمى ما حررتم بل قال سبحانه في وصف الممدوح: {وهم من خشيته مشفقون}[الأنبياء:28]، وقال: {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}[النور:37] وغير ذلك كثير، بل كانت الصحابة إذا غضبت قال المقسم: أما والله لولا خوف الله. وغير منكر وجود الحياء من كفائف الناس الخوف.

صفحہ 143