والإسبان وفيهم البورتغال لا يقلون اختلاطا عن الإيطاليان؛ لتوسط إسبانيا برا وبحرا، فهي ما برحت عرضة للفتح والغزو والاستعمار منذ القدم، فسكنها الفينيقيون والقلت والجرمان والرومان والعرب، وأما أصل سكانها فهم الأيبريون القلتيون.
ولو أردنا وصف أصولهم وفروعهم لطال بنا المقال، وإنما نقول بالإجمال: إن الإسباني اليوم ربع القامة قوي البنية، جمجمته أعرض من جمجمة الفرنساوي نوعا وأعلى، ووجهه أكثر استدارة وأقل زوايا، شعره أسود غالبا وعيناه سوداوان أو خروبيتان، ومزاجه صفراوي دموي.
وأما أخلاقه فهي أنه أقل ذكاء من الإيطالي ولكنه أثبت منه جأشا وأعز نفسا، وهو باسل متعصب محب للخرافات حقود ينهض للانتقام.
شكل 14: فاسكو دي غاما الرحالة البرتغالي.
الروس:
وهم من الشعوب السلافية، وما من مملكة في العالم أكثر شعوبا من مملكة الروس، حتى عدوا منهم نحو مائة طائفة يتكلمون أربعين لغة، وفيهم الجرمان والفن والكلموك والأرمن واليونان والشركس فضلا عن الروس الأصليين.
وأظهر صفات الروس العرض، فالروسي عريض الرأس عريض الأكتاف عريض الصدر قصير الأطراف. وهم أقدر الأمم على الصبر في الأهوال، والروسي قوي التنفس صحيح الدورة والهضم قوي العضل إلى الدرجة القصوى.
شكل 15: إسكندر الثاني قيصر الروس.
وكأن الشعب الروسي شاب في ريعان شبابه لم يدرك البلوغ التام، ولكن هيئته تدل على عظم مستقبله، فمستقبله عظيم وإن لم يظهر فيه ذلك تمام الظهور، ولكن ما ظهر منه حتى الآن يدل على استعداد فيه سيكون له شأن عظيم في الأجيال المقبلة؛ لأن الروسي قوي بدنا وعقلا، وفيه ثبات وصبر، وأكبر الشواهد على تلك الخلال ما أتاه بطرس الأكبر شكل
16
نامعلوم صفحہ