ومن أسس علم الفرينولوجيا ما يزعمه أصحابه من علاقة القوى العاقلة بعضلات الوجه، فعندهم أن لكل مجموع من مجاميع القوى علاقة خصوصية بعضلة من عضلات الوجه تتأثر لتأثرها، فتنقبض العضلة أو تنبسط بحسب أحوال تلك القوى من الشدة أو الانفعال أو نحو ذلك، وكأن تلك العضلة مرآة تنعكس عنها صور القوى، فيستعينون بذلك على استطلاع أخلاق الناس وأطوارهم بقراءة تلك التغييرات التي يعبرون عنها بالملامح، (انظر الشكل
3 .
شكل 3: القوى وعضلات الوجه.
فإذا تأملت هذا الرسم رأيت فيه القوى العقلية والأميال على هيئة مجاميع يتصل كل مجموع منها بخط إلى الجهة المرتبط هو بها من الوجه.
فقد ثبت بالتجربة المتواصلة والمراقبة الدقيقة أن أسرع الانفعالات وأكثرها وضوحا ما يظهر منها في جلد الجبهة؛ لأننا كثيرا ما نقرأ عواطف أصدقائنا وتأثيراتهم الأدبية كالخوف والغضب والرضا والقلق من النظر إلى جباههم، ويختص أصل الأنف وما يجاوره من الحاجبين والعينين بالدلالة على قوة التجريد والذاكرة وتمييز الألوان والحرص والاهتمام والتأمل والتدبير ونحوها، والأميال القلبية كالحب والرجاء والأمل يظهر انعكاسها حول الشفتين، وتظهر أخلاق التمليق والتعبد تحت الشفة السفلى، أما محبة الوطن فلا تظهر في الوجه بل في فسحة توازي خطا عموديا يبدأ وراء العين وينتهي في قمة الرأس عند اليافوخ الأمامي، وأما قوة الإرادة المستقرة في أعلى الدماغ ومقدمه فتظهر على الوجنة والفك السفلي وما بينهما، وتظهر قوة التدبير والحرص والمدافعة عند أصل الأنف وجسره، ويستدلون على قوى الإكراه والحرية والصناعة والائتلاف في الخدين وتحت الفم.
استطلاع الأخلاق والقوى بزوايا الوجه:
المفهوم بزاوية الوجه عادة خطان يلتقيان عند طرف الأنف يمتد أحدهما أفقيا إلى أسفل الأذن والآخر عموديا فوق الأنف فالجبهة، فيتكون من التقائهما عند أسفل الأنف زاوية هي الزاوية الوجهية المشهورة عند علماء الإنسان، وبها يميزون أصناف الناس بعضهم عن بعض، والقاعدة العمومية عندهم أن انفراج هذه الزاوية يدل على ارتقاء أصحابها، فهي في الزنوج حادة، وفي الجنس القوقاسي منفرجة، وبين ذلك مراتب (راجع زاوية الوجه).
وأما الزاوية المرادة عند الفرينولوجيين فهي غير تلك، وإليك بيانها: ارسم الوجه الذي تريد قياس زواياه رسما جانبيا (بروفيل) ثم حده من قمته وأسفل ذقنه بخطين أفقيين، واقسم الفسحة بين هذين الخطين إلى ثلاثة أقسام، كما ترى في الشكل
4 .
شكل 4: زوايا الوجه.
نامعلوم صفحہ