سي داروين [بخصوص ترجمة الكتاب إلى الفرنسية، أرسل داروين خطابا إلى السيد موراي في نوفمبر 1859 قال فيه: «إنني متلهف «جدا» على ترجمة كتابي؛ من أجل الموضوع نفسه (لا للشهرة فحسب والرب وحده يعلم)؛ فذيوع صيته في الخارج سيعود بنفع غير مباشر على مبيعات النسخة الإنجليزية. لو كان القرار بيدي، لوافقت من دون أجر، وأرسلت نسخة على الفور، واكتفيت بأن ألتمس منها [السيدة بيلوك] أن تستعين بمختص في العلوم ليلقي نظرة سريعة على الترجمة ... ربما تقول إنني، وإن كنت سيئا جدا في الفرنسية، أستطيع اكتشاف أي خطأ علمي، وإنني سألقي نظرة سريعة على البروفات الفرنسية.»
غير أن هذه الترجمة المقترحة لم تنجز، وفشلت خطة ثانية لإنجازها في العام التالي. أرسل خطابا إلى السيد دي كاتريفاج قائلا: «السيد الفاضل الذي أراد ترجمة كتابي «أصل الأنواع» فشل في إقناع أي ناشر. لقد رفضته كل من دار «باليير» ودار «ماسون» ودار «هاشيت» بازدراء. كان أملي في ظهور الكتاب بثوب فرنسي حماقة وتجرؤا متماديا مني، لكن الفكرة ما كانت لتخطر لي لولا أنها اقترحت علي. يا لها من خسارة فادحة! سأعزي نفسي بالطبعة الألمانية التي يطرحها البروفيسور برون.»
15
ترد في رسالة أخرى إلى السيد دي كاتريفاج جملة تبين مدى تلهفه الشديد لتغيير رأي أحد أعظم علماء الحيوان المعاصرين وإقناعه بمذهبه: «كم أود أن أعرف ما إذا كان ميلن إدواردز قد قرأ النسخة التي أرسلتها إليه، وما إذا كان يرى أنني قدمت حججا مقنعة تؤيد الجانب الذي نتبناه من المسألة! فلا يوجد في الدنيا عالم تاريخ طبيعي أكن لرأيه مثل ذلك الاحترام العميق. ولست ساذجا بالطبع إلى حد أن أتوقع تغيير رأيه.»]
من تشارلز داروين إلى سي لايل
إلكلي، [26 نوفمبر 1859]
عزيزي لايل
تلقيت خطابك الذي أرسلته في يوم الرابع والعشرين. لا فائدة من أن أحاول شكرك؛ فأي شكر لن يوفي لطفك حقه. سوف أحذف موضوع الحوت والدب بالتأكيد ...
كانت الطبعة مكونة من 1250 نسخة. حينما كنت أصبح في حالة معنوية جيدة، أحيانا ما كنت أتخيل أن كتابي سينجح، لكني لم أبن قلاعا على الرمال قط، وأتوقع هذا النجاح الذي حققه، ولست أقصد بهذا حجم المبيعات، بل الانطباع الذي تركه فيك (وأنت الذي دائما ما أعتبره حكما كبيرا)، وكذلك هوكر وهكسلي. لقد تجاوز الأمر برمته أشد طموحاتي جموحا وبفارق هائل.
إلى اللقاء، إنني متعب؛ لأنني كنت عاكفا على تفحص الأوراق.
نامعلوم صفحہ