مساء الجمعة [28 سبتمبر 1860] ... إنني سعيد جدا بسماع أن الألمان يقرءون كتابي. لن يغير أي أحد قناعته ويعتنق الأفكار الجديدة ما لم يكن قد بدأ يتشكك من تلقاء نفسه بشأن الأنواع. أليس كرون
61
رجلا طيبا؟ أنوي منذ فترة طويلة أن أرسل إليه خطابا. كان يعمل على هدابيات الأرجل، واكتشف خطأين فادحين أو ثلاثة ... كنت قد تحدثت عنها ببعض التشكك، والشكر للرب على ذلك. يا له من تشريح صعب جدا حتى إن هكسلي نفسه قد أخفق فيه. يكمن جل الخطأ الجسيم في التفسير الذي أطرحه بشأن الأجزاء، وليس في الأجزاء التي أصفها. لكنها كانت أخطاء فادحة، والسبب الذي يجعلني أقول كل ذلك هو أن كرون، بدلا من أن يبدي أي تفاخر شامت بي، أشار إلى أخطائي بمنتهى اللطف والدماثة. لطالما نويت أن أرسل إليه وأشكره. أظن أن الدكتور كرون، من جامعة «بون»، سيتصل به.
لا أستطيع حتى الآن أن أرى كيف يمكن طرح الأصل المتعدد للكلاب باعتباره حجة للأصل المتعدد للإنسان بطريقة صحيحة. أليس شعورك هذا أثرا متبقيا من ذاك المترسخ عميقا في عقولنا كلها بأن النوع كيان مستقل بذاته، شيء متمايز عن الضرب؟ ألا يعني هذا أن حالة الكلب تضر بحجة الخصوبة، ومن ثم فإن إحدى الحجج الرئيسية المتمثلة في أن سلالات الإنسان ضروب وليست أنواعا؛ لأنها خصبة فيما بينها، تضعف بشدة؟
أتفق تماما مع ما يقوله هوكر بأن أي تباين ممكن تحت تأثير التربية والزراعة فهو «ممكن» في الطبيعة، وهذا لا يعني أن الانتقاء الرامي إلى تلبية رغبات الإنسان، والانتقاء الطبيعي الرامي إلى تحقيق مصلحة الكائن الحي سيؤديان على الإطلاق إلى تراكم الشكل نفسه أو الوصول إليه.
بمناسبة الحديث عن «الانتقاء الطبيعي»؛ لو أنني اضطررت إلى البدء من الأول مجددا، لاستخدمت مصطلح «الحفظ الطبيعي». ذلك أنني أجد رجالا، مثل هارفي من دبلن، لا يستطيعون فهم قصدي مع أنه قرأ الكتاب مرتين. قال لي الدكتور جراي، أمين المتحف البريطاني، إن «حدوث «الانتقاء» في النباتات يبدو مستحيلا بكل وضوح! ولا يمكن لأحد إخباره بالكيفية التي قد يتحقق بها ذلك!» ويمكن له الآن أن يضيف أن المؤلف لم يحاول توضيح ذلك له!
خالص مودتي دوما
سي داروين
من تشارلز داروين إلى سي لايل
15 مارين باريد، إيستبورن،
نامعلوم صفحہ