چارلس ڈارون: اُن کی زندگی اور خطوط (حصہ اول): چارلس ڈارون کے قلم سے خود نوشت سوانح کے ساتھ
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
اصناف
لم يكن يكن احتراما كبيرا للكتب، وإنما كان يعتبرها مجرد أدوات تستخدم في العمل؛ لذا لم يجلدها، وإذا تهرأ أحد الكتب الورقية من كثرة الاستخدام، كما حدث مع كتاب «التلقيح» لمولر، فإنه كان يحفظه من التفكك التام من خلال وضع مشبك معدني على ظهره. وبالمثل فإنه كان يقسم الكتب الثقيلة إلى نصفين كي يسهل حملها. وقد كان يتفاخر بأنه جعل لايل ينشر الطبعة الثانية من أحد كتبه في جزأين بدلا من واحد، وذلك بأن أخبره أنه اضطر إلى تقسيمه إلى نصفين. وكثيرا ما كان يتعامل مع النشرات بقسوة أكثر من الكتب؛ إذ كان يمزق الصفحات التي لا يهتم بها، لتوفير الحيز الذي تشغله. ونتيجة لجميع تلك الممارسات، فإن مكتبته لم تكن مزينة، وإنما كانت لافتة للنظر؛ إذ كان يبدو بوضوح أنها مجموعة من الكتب المخصصة للعمل.
كان أبي منهجيا في الطريقة التي يتبعها في قراءة الكتب والنشرات المرتبطة بعمله. فقد كان يخصص رفا يضع عليه جميع الكتب التي لم يقرأها بعد، وآخر تنقل إليه بعد قراءتها وقبل تصنيفها. وكثيرا ما يتحسر على كتبه التي لم يقرأها، لأنه كان يعرف أنه لن يتمكن من قراءة العديد منها. وقد كانت كتب عديدة تنقل إلى الكومة الأخرى في الحال، وقد كانت هذه الكتب تحمل علامة الصفر عند نهايتها لتدل على أنها لا تضمن أي فقرات قد حددها، أو كان يكتب عليها أحيانا «لم يقرأ» أو «جرى تصفحها فقط». كانت الكتب تتراكم في الكومة المخصصة للكتب التي قرئت حتى يفيض بها المكان، وبعد الكثير من الامتعاض، كان يخصص يوما لتصنيفها. كان يكره القيام بهذه المهمة، وحين يصبح القيام بها ضرورة ملحة، فإنه غالبا ما كان يقول في نبرة يأس: «يجب علينا بالفعل ترتيب هذه الكتب في وقت سريع.»
في كل كتاب كان يقرؤه، كان يحدد بعض الفقرات المتعلقة بعمله. وحين كان يقرأ كتابا أو نشرة أو غير ذلك، كان يرسم خطوطا بالقلم الرصاص على جانب الصفحة ويضيف ملاحظات قصيرة في أغلب الأحيان، وفي النهاية، كان يكتب قائمة بالصفحات التي بها فقرات مميزة. وعندما يحين موعد تصنيف الكتاب ووضعه في المكان المخصص، كان يعيد النظر في الصفحات التي تحتوي على ملاحظاته، ومن ثم يعد ملخصا سريعا للكتاب. وقد يكتب هذا الملخص تحت ثلاثة عناوين أو أربعة في صفحات مختلفة، وفيها يجري تصنيف الحقائق وإضافتها إلى الحقائق التي سبق جمعها في مختلف الموضوعات. وكانت لديه مجموعة أخرى من الملخصات التي كان يرتبها وفقا للدورية لا الموضوع. وحين كان يجمع الحقائق على نطاق واسع في السنوات المبكرة، كان معتادا على القراءة وإعداد الملخصات بهذه الطريقة لسلاسل بأكملها من الدوريات.
وفي بعض خطاباته المبكرة، كان يتحدث عن ملء العديد من الدفاتر بالحقائق لكتابه عن الأنواع، لكن المؤكد أنه قد بدأ في وقت مبكر في تبني خطته في استخدام حافظات الأوراق، والتي يصفها في عمله «ذكريات». وقد شعر كل من والدي ودي كوندول بالسرور لاكتشافهما أنهما قد استخدما الخطة نفسها في تصنيف الحقائق. ويصف دي كوندول هذه الطريقة في كتابه «علم النباتات»، وهو يذكر في وصفه لوالدي مدى الرضا الذي شعر به حين رأى خطته تنفذ في داون.
وإضافة إلى حافظات الأوراق التي يوجد منها عشرات مليئة بالملاحظات، توجد لفائف ضخمة من المخطوطات التي كان يضع عليها عنوان «مستخدمة»، وكان يضعها بعيدا. كان يشعر بقيمة مذكراته وكان لديه ذعر من أن تدمرها النيران. أتذكر حين حدث إنذار بالحريق ذات مرة، أنه كان يرجوني أن أتوخى شديد الحذر، ثم أضاف بجدية شديدة أن حياته ستكون تعيسة إن تلفت مذكراته وكتبه.
وهو يعبر عن هذا الشعور نفسه فيما كتبه عن فقدان إحدى مخطوطاته، وقد كان فحوى كلامه: «لدي نسخة منها وإلا لكان قد قتلني فقدانها.» وحين كان ينوي تأليف كتاب، فإنه كان يبذل الكثير من الوقت والجهد في إعداد هيكل أو خطة للكتاب بأكمله، وكذلك في تكبير العناوين وتشعيبها، وذلك كما يصف في عمله «ذكريات». وأعتقد أن هذا الترتيب الدقيق للخطة لم يكن جوهريا على الإطلاق في بناء حجته، لكنه كان ذلك لطريقة العرض وترتيب الحقائق. ولأن كتابه «حياة إيرازموس داروين» قد طبع في البداية في قصاصات، فإن نمو الكتاب من مجرد هيكل كان واضحا للغاية، وقد تغير ترتيب الكتاب فيما بعد لأنه كان رسميا للغاية وذا طبيعة حاسمة، وبدا وكأنه يعرض شخصية جده من خلال تقديم قائمة بصفاته، لا صورة كاملة.
وفي سنواته الأخيرة فقط، تبنى خطة للكتابة كان مقتنعا بأنها الأنسب له، وهي التي وصفها في «ذكريات» والتي تتمثل في كتابة نسخة مبدئية مباشرة دون أن يعير الأسلوب أي اهتمام. وكان من عادته أن يشعر بأنه لا يستطيع الكتابة بالقدر الذي يرغب فيه من العناية إن استخدم أفضل الأوراق؛ لذا فإنه كان يكتب على ظهر أوراق بروفات الطباعة أو المخطوطات. وبعد ذلك، كان يعيد النظر في النسخة المبدئية ويعد نسخة منقحة؛ ولهذا الغرض، فقد كان لديه أوراق فولسكاب واسعة المسافة بين السطور، وقد كانت السطور ضرورية لكي يتفادى الكتابة عن قرب، فيكون التصويب أمرا عسيرا. بعد ذلك، تصوب النسخة المنقحة ويعاد نسخها ثم ترسل إلى المطابع. وكان السيد إي نورمان هو الذي يتولى عملية النسخ، وكان قد بدأ هذا العمل قبل سنوات عديدة حين كان مدرس القرية في داون. وقد أصبح والدي معتادا للغاية على خط السيد نورمان حتى إنه لم يكن يستطيع تصويب أي مخطوطة، حتى حين يكون أحد أبنائه قد كتبها بوضوح، إلى أن يعيد السيد نورمان نسخها. وحين تعود المخطوطة من عند السيد نورمان، فإنها تصوب مرة أخرى ثم ترسل إلى المطابع، ثم يأتي دور تنقيح بروفات الطباعة وتصويبها، وهو ما كان أبي يجده عملا مملا للغاية.
وفي هذه المرحلة، كان يبدأ في التفكير بجدية في أسلوب كتابته. وحين كان يصل إلى هذه المرحلة، فإنه عادة ما كان يبدأ في عمل آخر للترويح عن نفسه. والواقع أن عملية تصويب القصاصات كانت تتم على مرحلتين: وهما التصويب بالقلم الرصاص أولا، ثم إعادة النظر فيما جرى تصويبه وكتابته بالحبر.
وحين كان الكتاب يمر بمرحلة «القصاصات»، كان أبي يسر بتلقي التصويبات والاقتراحات من الآخرين؛ ولهذا فقد ألقت أمي نظرة على بروفات الطباعة لكتاب «أصل الأنواع». وفي بعض الأعمال المتأخرة، كانت أختي السيدة ليتشفيلد هي التي تقوم بالجزء الأكبر من التصويب، وبعد زواج أختي، أصبح الجزء الأكبر من العمل من نصيبي .
وفي هذا الشأن، تكتب أختي السيدة ليتشفيلد:
نامعلوم صفحہ