چارلس ڈارون: اُن کی زندگی اور خطوط (حصہ اول): چارلس ڈارون کے قلم سے خود نوشت سوانح کے ساتھ
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
اصناف
وإضافة إلى الضيوف، فقد كان هناك بعض الزوار من الأغراب والأجانب أحيانا، وقد كنا نستضيفهم على الغداء ثم يرحلون بعد الظهيرة. وكان حريصا على أن يوضح لهم مدى بعد المسافة بين لندن وداون ومدى المشقة التي سيتعرضون لها في الرحلة، مسلما بنحو لا واع بأنهم سيجدون الرحلة شاقة كما كان يحدث معه. وإن لم يتراجعوا بالرغم من ذلك، فإنه كان يرتب لهم رحلاتهم، ويخبرهم بالموعد الذي يمكنهم المجيء فيه، وبنحو عملي، يخبرهم أيضا بموعد رحيلهم. لقد كان من الممتع رؤيته وهو يصافح ضيفا يرحب به للمرة الأولى؛ لقد كانت يده تندفع بطريقة تشعر المرء بأنها تسارع لتقابل يدي الضيف. ومع أصدقائه القدامى، كانت يده تمتد لتقابل اليد الأخرى بتلويحة حميمية، ودائما ما كانت طريقته في المصافحة تبعث في الراحة عند رؤيتها. وأما السمة الأساسية في وداعه، فقد كانت تتمثل في طريقته العذبة إذ يقف على الباب موجها الشكر إلى ضيوفه على زيارتهم له.
لقد كانت زيارات الغداء تلك مناسبات رائعة للترفيه، ولم يكن فيها أي ملل أو فتور، وكان أبي يبدو مبتهجا ونشيطا على مداها كلها. لقد وصف البروفيسور دي كوندول إحدى زياراته إلى داون، وذلك في وصفه لأبي، والذي يتسم بالإعجاب والتعاطف.
1
وهو يصف سلوكه بأنه يشبه سلوك «عالم» في أكسفورد أو كامبريدج. وأنا لا أجد هذا التشبيه دقيقا؛ فهو أكثر شبها ببعض الجنود في سلاسته وتلقائيته، وهو سلوك ينبع من افتقاره التام للتظاهر أو التصنع. لقد كان غياب التكلف في سلوكه وطريقته البسيطة التلقائية والتي كان يبدأ بها التحدث إلى ضيوفه لكي يفهم وجهات نظرهم، هما اللذين جعلا منه مضيفا رائعا لأي شخص غريب. وقد بدا أن اختياره للتحدث في موضوعات مبهجة، كان ينبع من طبيعته المتعاطفة، واهتمامه المتواضع المفعم بالحيوية بأعمال الآخرين.
أعتقد أن تواضعه قد تسبب للبعض في معاناة فعلية؛ فقد رأيت الراحل فرانسيس بالفور منزعجا للغاية؛ إذ نسبت إليه معرفة نقطة ما كان أبي قد أعلن أنه يجهلها تماما.
سيكون من الصعب أن نحيط بالسمات التي كانت تتصف بها محادثات أبي.
كان يخشى من تكرار قصصه أكثر من معظم الناس، ودائما ما كان يقول: «لا بد أنك قد سمعتني أقول» أو «يمكنني أن أقول إنني أخبرتك»، وقد كان ذلك من السمات المميزة التي كان لها تأثير غريب على محادثاته. غالبا ما كانت أول بضع كلمات من جملته تذكره بوجود استثناء أو سبب معارض لما كان في سبيله إلى الإدلاء به؛ ومن ثم، فإن ذلك كان يستحضر جملة أخرى ، فتصبح الجملة مكونة من جملة اعتراضية ضمن جملة اعتراضية، فيستحيل على المستمع في معظم الأحيان أن يفهم سياق ما كان يقوله إلى أن ينتهي من جملته. وقد كان يقول عن نفسه إنه ليس سريعا بما يكفي لينخرط في جدال مع أي شخص، وأعتقد أن ذلك كان صحيحا. فإذا لم يكن موضوع الجدال من القضايا التي كان يدرسها في ذلك الوقت، فإنه لم يكن يستطيع الحفاظ على متابعة الجدال بسرعة كافية. ويتضح ذلك حتى في خطاباته؛ ففي حالة الخطابين اللذين بعث بهما إلى البروفيسور سيمبر عن تأثير الانعزال، لم يتذكر مجموعة الحقائق التي أراد أن يتذكرها إلا بعد بضعة أيام من إرسال الخطاب الأول.
وحين كان يحار في أمر ما في أثناء الحديث، كان يعاني من تلعثم غريب في الكلمة الأولى من الجملة، وأنا لا أتذكر حدوث ذلك إلا مع الكلمات التي تبدأ بحرف
w ، ومن المحتمل أنه كان يعاني من بعض الصعوبة مع هذا الحرف؛ فقد سمعته يقول ذات مرة إنه لم يكن بإمكانه نطق هذا الحرف وهو فتى صغير، وأنهم كانوا يعرضون عليه ستة بنسات إن استطاع أن يقول
white wine
نامعلوم صفحہ