چارلس ڈارون: اُن کی زندگی اور خطوط (حصہ اول): چارلس ڈارون کے قلم سے خود نوشت سوانح کے ساتھ
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
اصناف
بجانب اهتمامي العام بالأراضي الجنوبية، ما زلت منذ رجوعي مستغرقا في عمل به كثير من الافتراض، ولا أعرف شخصا لن يقول إنه سخيف للغاية. لقد اندهشت للغاية من توزيع الكائنات، إلخ، إلخ، في جزر جالاباجوس، ومن طبيعة الثدييات الأمريكية المتحفرة، إلخ، إلخ، حتى إنني عزمت أن أجمع عشوائيا الحقائق من كل نوع، التي قد تكون ذات علاقة بأي طريقة بماهية الأنواع. لقد قرأت أعدادا كبيرة من كتب الزراعة والبستنة، ولم أتوقف قط عن جمع الحقائق. وأخيرا بزغ بصيص من الضوء، وأكاد أكون مقتنعا (على عكس الرأي الذي بدأت به تماما) أن الأنواع (هذا يشبه الاعتراف بجريمة قتل) قابلة للتغير، فلتعذني السماء من هراء لامارك عن «النزعة للتطور» و«حالات التكيف الناتجة عن الإرادة البطيئة للحيوانات»، إلخ! لكن الاستنتاجات التي توصلت إليها ليست مختلفة اختلافا كبيرا عن استنتاجاته؛ رغم أن وسائل التغير مختلفة كلية. أعتقد أنني اكتشفت (ها هو افتراض!) الطريقة البسيطة التي تصير بها الأنواع متكيفة تكيفا بديعا لغايات متنوعة. إنك الآن ستتبرم، وتقول في نفسك: «ما هذا الرجل الذي أهدر وقتي في الكتابة إليه؟!» كنت أعتقد هذا منذ خمسة أعوام. [الخطاب التالي المكتوب في الثالث والعشرين من فبراير، 1844، يوضح أن معرفته بالسير جيه دي هوكر كانت تتطور سريعا إلى صداقة آنذاك. ترجع أهمية الخطاب في المقام الأول إلى أنه يبين نوع المشكلات التي كانت تشغل ذهن أبي في ذلك الوقت]:
عزيزي هوكر
أرجو أن تعذرني على تحرري في أسلوب مخاطبتك، لكنني أشعر أننا باعتبارنا شركاء في حب الترحال حول العالم وزملاء عمل (وإن كنت ضعيفا جدا في هذا الشأن) يجوز لنا أن ننحي جانبا بعضا من الرسميات التقليدية. انتهيت للتو من كتاب صغير حول الجزر البركانية التي زرناها. لا أعلم درجة اهتمامك بالموضوعات الجيولوجية المتخصصة، لكن أرجو أن تسمح لي بإرسال نسخة منه لك. أظن أنني أستطيع إرساله من لندن بالشحن عن طريق عربات البريد العادية. ... سوف أطرح عليك «المزيد» من الأسئلة، رغم أنني أعتقد، دون طرحها عليك، أنني سأرى إجابات عليها في عملك، حين ينشر، وهو ما سيأتي في وقت مناسب تماما لغاياتي. أولا بالنسبة لجالاباجوس، سترى في كتابي «يوميات الأبحاث»، أن الطيور، رغم أنها أنواع خاصة بهذا المكان، لديها طابع أمريكي جنوبي واضح؛ لقد تأكدت للتو أن الشيء نفسه ينطبق على أصداف البحر. الأمر كذلك مع تلك النباتات المميزة لهذا الأرخبيل؛ وأنت تذكر أن نسبها الرقمية قارية (أليست هذه حقيقة غريبة جدا؟) لكن هل هي قريبة في الأشكال لأمريكا الجنوبية؟ هل تعلم بحالة أي أرخبيل آخر، حيث تملك الجزر المنفصلة أنواعا نموذجية محددة؟ طالما عزمت (لكنني لم أفعل ذلك بعد) على أن أطالع عمل ويب وبيرتيلو حول جزر الكناري من أجل هذا الهدف. حين حادثت السيد بينثام أخبرني أن جزر أرخبيل ساندويتش المنفصلة احتوت على أنواع نموذجية محددة من أجناس الشفويات نفسها. ألن يستحق هذا بحثك؟ وكيف الحال بالنسبة لجزر الأزور؟ بالطبع قد تميل العواصف الغربية العاتية لنشر الأنواع نفسها على تلك المجموعة.
أرجو (وأعتقد أن رجائي غير ضروري على الإطلاق) أن تنتبه لهذا النوع العام من القرابة في الجزر المنفصلة، رغم أنني أفترض أن إدراك هذا النوع من العلاقات أصعب في النباتات منه في الطيور أو ذوات الأربع؛ لأن مجموعاتها، كما يخيل لي، أقل عددا بعض الشيء. هل يمكن تصنيف سانت هيلينا، وإن كان ذلك مستبعدا، سواء مع أفريقيا أو أمريكا الجنوبية؟ لقد حملت، من بعض الحقائق التي كنت قد جمعتها، على استنتاج أن حيوانات الجبال «إما» متشابهة لدرجة ملحوظة (أحيانا في وجود الأنواع نفسها وفي أحيان أخرى الأجناس نفسها)، «أو» مختلفة لدرجة ملحوظة. وقد خطر لي أنه ربما يمكن أن يعزى جزء من خصوصية الحياة النباتية في سانت هيلينا وجالاباجوس إلى أن جزءا كبيرا من هاتين الحياتين جبليتان. أخشى أن ملاحظاتي بالكاد تكفي لتمييز الكثير من مواطن نباتات جالاباجوس، لكنها قد تكفي في بعض الحالات. يأتي أغلب، إن لم يكن كل، النباتات الخضراء المورقة من قمم الجزر، وتأتي النباتات الرفيعة البنية العديمة الأوراق من الأجزاء القاحلة المنخفضة؛ هلا تفضلت بوضع هذه الملحوظة في الاعتبار، حين تفحص مجموعتي؟
سأزعجك بسؤال واحد آخر فقط. في مناقشة مع السيد جولد اكتشفت أن في أغلب أجناس الطيور الشائعة حول العالم أو في جزء كبير منه، تنتشر الأنواع الفردية على نطاق أوسع؛ ومن ثم فالبومة شائعة، والعديد من أنواعها منتشرة انتشارا كبيرا جدا. كذلك الأمر كما أعتقد مع أصداف البر والمياه العذبة - وأستطيع أن أورد حالات أخرى. لكن أليس الأمر كذلك مع النباتات اللازهرية؛ ألا تنتشر أغلب الأنواع انتشارا واسعا، في تلك الأجناس الشائعة؟ أنا لا أفترض أن العكس صحيح؛ أي إنه حين يكون النوع منتشرا انتشارا واسعا، فجنسه أيضا ينتشر انتشارا واسعا. هلا أسديتني معروفا بالتفكير في هذا الأمر من حين لآخر؟ فسوف أتكبد متاعب جمة لأحصل على قائمة بالأجناس الزهرية الشائعة ثم أبحث عن درجة قابلية أنواع هذه الأجناس للانتشار في بلادها المتعددة؛ لكن فلتضع هذا الأمر في اعتبارك فحسب من وقت لآخر، خلال مساعيك، رغم أنه من المحتمل أن تكون هذه المسألة قد خطرت لك أو لأحد من علماء النباتات منذ وقت طويل. تسلط الجيولوجيا الضوء على حقائق مثيرة، تخص توزع الأصداف؛ أعتقد أنه من المثبت لحد كبير أنه ما دام التوزيع الجغرافي لأحد الأنواع ممتدا، كذلك كان بقاؤه واستمراره. أرجو ألا تشعر بالكثير من الامتعاض تجاه خطاباتي، ولك مني أصدق تحياتي.
صديقك المخلص
سي داروين
ملحوظة:
إنني في غاية الامتنان على تكرمك بإهدائي صورة لهومبولت؛ إنني أجله، وبعد أن حظيت بمحادثته في لندن، تملكتني الرغبة في اقتناء صورة له. [الاقتباس التالي مأخوذ من ملحوظات السير جيه هوكر.
يبدأ الفصل التالي من مسرحية علاقتنا بتواصل شخصي. بدأ هذا بدعوة إلى الإفطار معه في منزل شقيقه (إيرازموس داروين) في شارع بارك؛ تلاها بعد فترة قصيرة دعوة إلى داون للقاء بعض الرفاق من علماء التاريخ الطبيعي. وفي الفترات القصيرة التي كانت تتحسن فيها صحته بعد فترات طويلة من المرض الذي كان كثيرا ما يجعل الحياة عبئا عليه، بين عامي 1844 و1847، تلقيت العديد من تلك الدعوات، التي كانت مبهجة بالنسبة لي. ولا يمكن تخيل منزل أكثر كرما ولا أكثر جاذبية من كل الاعتبارات من داون - كان هناك من رفاق العمل في أغلب الأحيان الدكتور فالكونر وإدوارد فوربس والبروفيسور بيل والسيد ووترهاوس - وكانت هناك جولات سير طويلة وأوقات من اللهو الصاخب مع الأطفال زحفا على اليدين والركبتين، وسماعا للموسيقى التي ما زالت تراودني حتى الآن. أتذكر أيضا أسلوب داروين الحميم، وضحكته العميقة، واستمتاعه التام بالحياة الأسرية مع الأصدقاء؛ وتنزهه معنا جميعا، وحواراته معنا الواحد تلو الآخر في غرفة مكتبه، لمناقشة بعض المسائل في فرع المعرفة البيولوجية أو الطبيعية الذي كنا ندرسه؛ وهي التي كنت على أي حال دائما ما أغادرها شاعرا أنني لم أمنح شيئا ولكن حملت أكثر مما كان يسعني حمله. لاحقا، حين زاد تدهور صحته، كنت لأيام وأسابيع عديدة زائره الوحيد؛ فكنت أحضر عملي معي وأستمتع بصحبته كيفما سنحت الفرصة. وكان من الأمور الثابتة أن يستجوبني كل يوم، على حد تعبيره، لنصف ساعة أو نحو ذلك بعد تناول الإفطار في مكتبه؛ حيث كان يأتي بكومة من الوريقات التي تحمل أسئلة في علم النبات والجغرافيا، إلخ، حتى أجيب عليها، ثم يختتم النقاش بأن يخبرني بالتطور الذي أنجزه في عمله، ويطلب رأيي في نقاط متنوعة. ثم ما كنت أراه حتى وقت الظهيرة تقريبا، حين كنت أسمع صوته العذب الرنان ينادي اسمي أسفل نافذتي - كان ذلك حتى أنضم إليه في جولة سيره اليومية ساعة الضحى حول الممشى الرملي. وحين كنت أنضم إليه، كنت أجده مرتديا معطف صيد رماديا خشنا في الصيف، وعباءة ثقيلة على منكبيه في الشتاء، ويحمل عصا غليظة في يده؛ وكنا نمشي متثاقلين في أنحاء الحديقة؛ حيث كانت هناك دائما تجربة لنتوقف عندها، ثم نتجه نحو الممشى الرملي، الذي كنا ندور حوله دورات ثابتة العدد، كان يجري خلالها حديثنا غالبا حول الأراضي والبحار الأجنبية، والأصدقاء القدامى، والكتب القديمة ، وأشياء بعيدة عن العقل والعين.
نامعلوم صفحہ