142

چارلس ڈارون: اُن کی زندگی اور خطوط (حصہ اول): چارلس ڈارون کے قلم سے خود نوشت سوانح کے ساتھ

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

اصناف

منه تسعة عشر يوما، ووصف في سبع وعشرين صفحة. وقد تحدث في خطاب إلى فيتزروي عن «العمل كادحا يوميا طوال نصف الشهر الأخير في تشريح حيوان صغير في حجم قريب من رأس الدبوس، من أرخبيل تشونوس، ويمكنني أن أقضي شهرا آخر، وأرى كل يوم المزيد من التركيب الجميل.»

رغم أنه صار منهكا لدرجة مفرطة من العمل قبل نهاية السنوات الثماني، فقد استمتع أيما استمتاع على مداها؛ لذا فقد كتب إلى السير جيه دي هوكر (1847 (؟)) قائلا: «كما تقول، ثمة سعادة غير عادية في الملاحظة المحضة؛ إلا أنني أشك أن السعادة في هذه الحالة مستمدة من المقارنات التي تتكون في الذهن بين تراكيب الأنواع القريبة. وبعد الانشغال طويلا جدا في كتابة ملاحظاتي الجيولوجية، أجد سعادة في استخدام عيني وأصابعي مرة أخرى.» كان ذلك، في الواقع، رجوعا للعمل الذي شغل الكثير جدا من وقته حين كان في البحر أثناء الرحلة. إن ملاحظاته الخاصة بعلم الحيوان في تلك الفترة تعكس عملا دءوبا، يعرقله الجهل والحاجة لأدوات؛ ولا بد أن عمله بلا كلل في تشريح الحيوانات البحرية، خاصة القشريات، قد أفاده كتدريب من أجل عمله عن هدابيات الأرجل. كان أغلب عمله يؤدى باستخدام مجهر التشريح البسيط - لكن الحاجة لقدرات أكبر هي التي حثته على شراء مجهر مركب في عام 1846. لقد كتب إلى هوكر قائلا: «بينما كنت أرسم مع إل، غمرتني سعادة عارمة بسبب شكل الأشياء، لا سيما بمنظرها كما يبدو من خلال العدسة الدقيقة لمجهر مركب جيد، حتى إنني سأطلب واحدا؛ بالتأكيد، فكثيرا ما تكون لدي تراكيب لا يكون معها التكبير بقدر 1 / 30 كافيا.»

خلال جزء من الوقت الذي يغطيه هذا الفصل، عانى أبي من اعتلال صحته ربما أكثر من أي وقت آخر في حياته. وقد كابد بشدة الآثار المكدرة التي خلفتها تلك السنوات الطوال من المرض؛ حتى إنه مبكرا في عام 1840 كتب خطابا إلى فوكس قال فيه: «لقد تغيرت عن حالي السابق وصرت مثل كلب عجوز ممل خامل. أعتقد أن المرء يزداد غباء مع تقدمه في العمر.» إن كتابته لهذا الكلام لا تدعو للدهشة، وإنما ما يثير الدهشة هو أن روحه تحملت ذلك الجهد الهائل والمستمر. وفي عام 1845 كتب إلى السير جيه دي هوكر يقول له: «كم أنت شديد الفضل في سؤالك المستمر عن صحتي! ليس لدي شيء لأقوله عنها؛ فأنا دائما على الحال نفسه إلى حد كبير؛ في بعض الأيام أفضل حالا، وفي أيام أخرى أسوأ. أعتقد أنني لم أحظ بيوم كامل، أو بالأحرى ليلة كاملة، دون أن تضطرب معدتي اضطرابا شديدا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وفي أغلب الأيام تخور قواي بشدة: شكرا على لطفك؛ فالعديد من أصدقائي، على ما أظن، يعتقدون أنني مصاب بوسواس المرض.»

وفي عام 1849، قال مرة أخرى في يومياته: «من 1 يناير حتى 10 مارس - حالتي الصحية سيئة للغاية؛ إذ يزيد المرض علي بشدة وكثيرا ما تخور قواي. لكنني أعمل في كل الأيام التي أكون فيها على ما يرام.» وقد كتب هذا مباشرة قبل زيارته الأولى لمصحة العلاج المائي الخاصة بالدكتور جالي في مولفرن. وفي أبريل من نفس العام، كتب قائلا: «أعتقد أنني على خير ما يرام، لكنني برم بشدة من حياتي الراكدة الحالية؛ فللعلاج المائي آثار استثنائية للغاية ينتج عنها الخمول وكسل الذهن؛ لم أكن لأصدق أن هذا ممكن قبل أن أمر به. الآن وزني يزداد، وأفلت من قبضة المرض طوال ثلاثين يوما.» وقد عاد في يونيو، بعد غياب لمدة ستة عشر أسبوعا، وقد تحسنت صحته كثيرا، واستأنف العلاج المائي في المنزل لبعض الوقت، كما ذكر من قبل (في الفصل الثالث).]

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون [أكتوبر، 1846]

عزيزي هوكر

لم تصلني خطابات من سوليفان مؤخرا. حين كتب آخر خطاب لي، حدد الفترة الزمنية من الثامن وحتى العاشر كالوقت الأرجح لزيارته لي؛ لذا، بمجرد أن يصلني منه خطاب، سأعرفك بالأمر في خطاب قصير، وذلك لترى إن كان يمكنك الحضور أم لا. نسيت إن كنت تعرفه أم لا، لكنني أفترض أنك تعرفه؛ إنه شخص طيب بحق. على أي حال، إن لم تأت حينها، فسيسرني كثيرا أن تقترح الحضور قريبا فيما بعد ...

سأبدأ بعض الأبحاث حول الحيوانات البحرية الدنيا، سأستمر فيها بضعة أشهر، أو ربما عام. وبعد ذلك سوف أبدأ في مطالعة ملاحظاتي عن الأنواع والضروب المتراكمة طوال عشر سنوات، وهي التي أعتقد أنها ستستغرق مني خمس سنوات في كتابتها، ويخيل إلي أنها حين تنشر ستهبط مكانتي هبوطا ساحقا في نظر كل علماء التاريخ الطبيعي الحصفاء - وهذا هو ما أتوقعه للمستقبل.

هل تجيد ابتكار الأسماء؟ فلدي جنس جديد وغريب تماما من البرنقيل، أريد تسميته، وإنني في حيرة تامة بشأن ابتكار اسم له.

نامعلوم صفحہ