70

ووافقوا من فورهم عاقدين الآمال على بيع العقد لابنة سلطان تونس.

وغاب الدلال طويلا داخل متاهات قصر السفيرة عزيزة الباهر المزدحم بالحراس والجواري والزائرين والزائرات، بالإضافة إلى من تحبهم وتحنو عليهم من الفنانين والشعراء والمغنيات والرسامين والمهندسين المعماريين والموسيقيين من تونسيين وأجانب.

وغاص الدلال اليهودي العجوز في متاهات قصر العزيزة مختصرا الطريق إلى أقرب جواريها ليسر في أذنها بطلب مقابلتها عاجلا وقبل فوات الأوان، وخلاصة الموضوع جوهرة نادرة هائلة القيمة لم ير مثلها في حياته سلفا - أي الدلال - بأيدي بضعة دراويش أو سائلين غرباء أحضرهم بنفسه إلى هنا، وهي معهم الآن.

وانتظر الدلال رد الأميرة عزيزة بفارغ الصبر وعيناه لا تغفل عن أبي زيد ورفاقه الذين تبدوا له منذ وقعت عيناه عليهم أنهم بلهاء قد لا يعرفون ما بأيديهم من غالي الجوهر، مما يسهل سمسرته وأتعابه من كلا الطرفين البائع والشاري: فرصة العمر الليلة.

وكان كلما انتهت العزيزة من مقابلة وفد من الوفود فرادى كانوا أم جماعات، انفرجت أساريره وجدد المطالبة بالإسراع بالمقابلة: جوهرة الجواهر، الليلة!

إلى أن حانت فرصة الدلال حين لمح شبح الأميرة سعدى موصلة أحد الوفود من موسيقيين وعازفين بأزيائهم البهيجة وآلات طربهم، فاندفع من فوره واقفا متصديا لها لدى عودتها إلى حيث صديقتها العزيزة، مسرا في أذنها بما في حوزته الليلة، وهو عقد جوهر قديم شرقي، لا يقدر بثمن وبلا ثمن، وارتفع صوته مصرا مؤكدا: أجل بلا ثمن (يقصد أن سعره رخيص جدا).

وحاولت سعدى التخلص منه وإبعاده دون جدوى. - زمرد!

وواصل الدلال اقتحامه مقتربا أكثر من سعدى، مشيرا إلى حيث بستان العزيزة: مع أولئك الأعراب الغرباء البلهاء.

تطلعت سعدى بعدما غالبها فضولها: دراويش، فنانين، بدو ...

تساءلت مشرئبة: أين؟ - داخل البستان الغربي للأميرة عزيزة.

نامعلوم صفحہ