قلت: «لا يسعني أن أجيب عن سؤالك لأنني لا أتبين معناه.»
قالت: «لقد صدق ظني إذن أن هناك شيئا مفقودا، أن ثمة ثلما في درعك نفذ منه هذا المرض المخبل إلى روحك، أخبرني إذن هل تذكر ما هي غاية الأشياء جميعا، وما الهدف الذي تتجه إليه الطبيعة بأسرها؟»
قلت: «كنت أعرفها جيدا، ولكن ذاكرتي كليلة من الحزن.»
ف : «ولكن ألا تعرف من أين أتت الأشياء جميعا؟»
ب : «بلى، من الله.»
ف : «فهل يجوز أن تعرف الأصل وتجهل الغاية؟ على أن هذه الاضطرابات إن قويت على تشتيت المرء بتغيير موقعه فإنها لا تقوى على أن تنتزعه كليا من نفسه وتقتلعه من جذوره ، ولكن أود أيضا أن تجيبني عن سؤال آخر: هل تذكر أنك إنسان؟»
ب : «ولم لا أذكر؟!»
ف : «أيمكنك إذن أن تنبئني ما هو الإنسان؟»
ب : «أتقصدين الحيوان العاقل أو الأخلاقي؟ أعرف بالتأكيد، وأقر أنني لكذلك.»
ف : «أواثق أنت أنك لست أكثر من ذلك؟»
نامعلوم صفحہ