ب : «وما هو؟»
ف : «الطريقة التي يدبر بها العالم.»
ب : «نعم، أذكر أني قد اعترفت بجهلي، ورغم أن لدي حدسا بما سوف تقولين فإنني مشوق إلى أن أسمعه منك بوضوح أكثر.»
ف : «منذ قليل قلت إنك لا يخامرك أدنى شك في أن هذا العالم يدبره الله.»
ب : «وما أزال أقول بذلك وسأظل دائما أقول به دون أدنى شك، وسأوجز لك حجتي في هذا الشأن:
1
ما كان لهذا العالم أن يتشكل في صورة واحدة من أجزاء متفرقة متضادة لو لم يكن هناك من يوحد مثل هذا التنوع ويضم معا مثل هذه الأجزاء المختلفة، وهي إذ تتحد فإن اختلاف طبائعها نفسه وتنافرها فيما بينها كفيل بإفساد تآلفها وتمزيقها إربا إربا لو تركت لشأنها ولم يمسك بها من جمعها ويحافظ على تماسك ما نسج من قبل. إن نظام الطبيعة الثابت لا يمكن أن يمضي في طريقه ويؤتي ضروبا من الحركة المنتظمة، في المكان والزمان والتأثير والمسافة والخصائص ما لم تكن هناك قوة ثابتة لا تتحرك لكي تنظمها، للإشارة إلى هذه القوة، أيا ما تكون، التي تبقي الخلق في وجود وفي حركة، أستخدم الكلمة التي يستخدمها الناس جميعا: الله.»
ف : «ما دمت ترى هذا فلم يبق لي ما أفعله قبل أن تعود إلى وطنك الحقيقي سالما آمنا والسعادة ملك يديك.
ولكن دعنا ننظر في الحجج التي طرحناها، تحت السعادة أدرجنا الاكتفاء، أليس كذلك؟ وقد اتفقنا على أن الله هو السعادة نفسها؟»
ب : «نعم.»
نامعلوم صفحہ