وإليهم الإشارة بقولهم عليهم السلام : «إن شيعة علي الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية في وجوههم» (1).
وبقولهم عليهم السلام : «إن شيعتنا الذين يتبعوننا ، ويطيعون جميع أوامرنا ونواهينا ، فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا ، إنما هم من موالينا ومحبينا» (2).
فظهر أن من لم يكن على الصفات المذكورة ممن سواهم عليهم السلام فهو داخل في الهمج والغثاء ، وإن كان من أهل النجاة من وجه ، بل من المنتسبين إلى العلم إذا كان علمه مقصورا على العلوم الرسمية الظاهرية ، كما يستفاد من قول أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث السابق «أو منقادا لجملة الحق ، لا بصيرة له في أحنائه» (3)، فإن المراد به المقلد الشامل لمن ذكر ، مع أن سياق كلامه عليه السلام يقتضي دخوله في الهمج ، وكذا قولهم عليهم السلام : «وإنما هم من موالينا ومحبينا» (4) مع أنهم عليهم السلام حصروا غيرهم في الشيعة والغثاء ، إلا أن في دخول مثله على الإطلاق في أصحاب الشمال إشكالا على المحجربين (5)، وإن كان ذلك غير لازم ، وعسى أن ينحل في محله ، فإنا سنعود إلى هذا البحث إن شاء الله.
صفحہ 42