عود على بدء
عود على بدء
اصناف
وقد صدقت.
فقد كانت الشيخة صباح، على الرغم من «التمشيخ» غيداء، حسناء، مبتلة، ورطبة حلوة، يجرى ماء الشباب فى محياها من نضرة النعمة، ولو طبع وجهها على «جنيه» لزانته وأغلته، وكان شعرها، الفاحم السبط، والورد الذى تتضرخ به وجنتاها من آيات صنع الله، تبارك وتعالى من خلاق عظيم، أما عينها النجلاء الرقيقة الجفن «الجنية» الانسان فأنقذ من أشعة «إكس» إلى حنايا الصدور وطوايا القلوب.
وقلت: «إذا كنت تشعرين أنك لن تطيقى الحياة إلا إذا حملتك إلى ذلك البيت الضيق لأختنق ساعة بالبخور المنطلق من المجامر حتى تتفضل فتبرز لك، وتمن عليك بإنبائك - وأنا من الشاهدين - أن «أمامك سفرا ...».
فصاحت بى مقاطعة: «اسكت، وحذار أن تذكرها بغير الخير».
فكست، وما حيلتى؟ •••
ورفع السجف، ودخلت علينا الشيخة صباح مسترسلة الأعطاف، ناعمة، غير متثنية على لينها، كأنها ملكة. وكانت ترتدى ثوبا أبيض رقيقا من الكتان، وتغطى رأسها بشف ينسدل على جانبي وجهها إلى كتفيها وصدرها الناهد، ويحجب جيدها الأتلع ويدور على ذقنها إلى قريب من ثغرها الدقيق الرفاف الشفتين الذى ما خلق إلا للقبلات الحرار، لا لما يلهج به، وأستغفر الله..
وقبلت زوجتى، ومدت إلى يدا هممت أن أبوسها بطنا وظهرا، لولا هذه الزوجة التى لا تزال تظلمنى بسوء ظنها.
ولما دارت القهوة. نظرت إلى وقالت: «أرنى كفيك ... ابسطهما».
ولمستهما لمسا خفيفا ثم أرسلتهما وأطرقت شيئا ثم رفعت رأسها وحدقت فى دون أن تطرف وقالت: «ستعطى ما لم تطلب، وتؤتى ما لا يباع ولا يشترى، وتسلبه فى اليوم نفسه ...».
فرفعت عينى إلى السماء - أو إلى السقف - ولمحت زوجتى وقد أخذ كتفاها يهتزان من الضحك المكتوم.
نامعلوم صفحہ