عود على بدء
عود على بدء
اصناف
قالت: «حبا وكرامة. اليوم الجمعة، مثلا».
فلم يعجينى قولها «مثلا» لأنه يتركنى حيث كنت، حائرا لا أدرى، وضالا فقاطعتها سائلا: «مثلا أو هو يوم الجمعة فعلا؟ يجب أن يكون كل شىء واضحا بدقة».
قالت: «هو الجمعة فعلا».
فقلت فى نفسى: «إنى لا أستغرب أن يحيق بى هذا فى يوم جمعة، فالان آمنت بزعم العامة أن فى يوم الجمعة ساعة منحوسة، ولكنى نقلت هذه النقلة ليلا لا نهارا؟ وما الفرق؟ إن الجمعة تبدأ بالحساب القمرى من مغرب الخميس، فليلتها السوداء تبدأ حيث ينتهى نهار الخميس. وهى بالحساب الشمسى تبدأ بعد منتصف الليل، فهى الجمعة المنحوسة بنهارها وليلها على الحسابين جميعا.
وفاتنى وأنا أفكر فى هذا، بعض ما هى قائلة، فقرضت أسنانى من الغيظ، والسخط على نفسى، وقلت: «معذرة. ماذا كنت تقولين»؟
فزوت وجهها وتناولت كتفى وسألتنى: «ماذا جرى لك اليوم؟ واليوم على الخصوص؟ إنى خائفة ...».
فقلت مقاطعا: «على الخصوص؟ وما وجه هذا الخصوص»؟
فسألتنى، وهى مقطبة مضطربة: «أو نسيت هذا أيضا»؟
قلت، وأنا أتكلف السخر: «وما فضله على الأيام»؟
قالت، وضربت كفا بكف: «فضله؟ عيد ميلادك تتكلم عنه بهذه اللهجة»؟
نامعلوم صفحہ