العواصم من القواصم

Ibn al-Arabi d. 543 AH
153

العواصم من القواصم

العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

وسلم لهن في حجة الوداع «هذه ثم ظهور الحصر» (١) . قلنا: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة. يا عقول النسوان ألم أعهد إليكم ألا ترووا أحاديث البهتان، وقدمنا لكم على صحة خروج عائشة البرهان (٢) فلم تقولون ما لا تعلمون؟ وتكررون ما وقع الانفصال عنه كأنكم لا تفهمون؟

(١) في مسند أحمد (٢: ٤٤٦ الطبعة الأولى) من حديث صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ لما حج بنسائه قال «إنما هي هذه الحجة ثم الزمن ظهور الحصر» . وفيه (٥: ٢١٨ الطبعة الأولى) من حديث واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أنه ﷺ قال لنسائه في حجته «هذه ثم ظهور الحصر»، وحديث أبي واقد في باب فرض الحج من كتاب المناسك بسنن أبي داود (ك ١١ ب ١) . والحصر جمع حصير، أي لزوم المنزل. ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٥: ٢١٥) على أنه إشارة نبوية إلى أنه ﷺ ينعى لهن نفسه، وأن هذه آخر حجة له ﷺ، وليس فيه أمر منه بأن لا يزيلن الحصر إلى حج أو مصلحة أو إصلاح بين الناس. فاستشهاد أعداء الصحابة بهذا الحديث على المنع مطلقًا عده القاضي ابن العربي من البهتان، لأنه استشهاد به لغير ما أراده النبي ﷺ. (٢) روى الإمام ابن حزم في بحث «وجوه الفضل والمفاضلة» من كتاب (الإمامة والمفاضلة) المدرج في الجزء الرابع من (الفصل) ص ١٣٤ عن شيخه أحمد بن محمد الخوزي عن أحمد بن الفضل الدينوري عن محمد بن جرير الطبري أن علي بن أبي طالب بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة إذ خرجت أم المؤمنين إلى البصرة، فلما أتياها اجتمع إليهما الناس في المسجد، فخطبهم عمار، وذكر لهم خروج عائشة أم المؤمنين إلى البصرة ثم قال لهم: «إني أقول لكم، ووالله إني لأعلم أنها زوجة رسول الله ﷺ كما هي زوجته في الدنيا، ولكن الله ابتلاكم بها لتطعيوها أو لتطيعوه» فقال له مسروق (ابن الأجدع الهمداني) أو أبو الأسود (الدؤلي): «يا أبا اليقظان فنحن مع من شهدت له بالجنة دون من لم تشهد له» فسكت عمار! .

1 / 160