وما هذا الذي ندعوه حبا؟
أخبروني ما هذا السر الخفي الكامن خلف الدهور، المختبئ وراء المرئيات ، الساكن في ضمير الوجود؟
ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيء سببا لجميع النتائج، وتأتي نتيجة لجميع الأسباب؟
ما هذه اليقظة التي تتناول الموت، والحياة، وتبتدع منها حلما أغرب من الحياة وأعمق من الموت؟
أخبروني أيها الناس، أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة إذا ما لمس الحب روحه بأطراف أصابعه؟
هل بينكم من لا يترك أباه، وأمه، ومسقط رأسه عندما تناديه الصبية التي أحبها قلبه؟
هل فيكم من لا يمخر البحر، ويقطع الصحارى، ويجتاز الجبال، والأودية، ليلتق بالمرأة التي اختارتها روحه؟
أي فتى لا يتبع قلبه إلى أقاصي الأرض إذا ما كان له في أقاصي الأرض حبيبة يستطيب نكهة أنفاسها، ويستلطف ملامس يديها، ويستعذب رنة صوتها؟
أي بشر لا يحرق نفسه بخورا أمام إله يسمع ابتهاله ويستجيب صلواته؟ •••
وقفت بالأمس على باب الهيكل أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه، فمر أمامي كهل مهزول القامة كاسف الوجه وقال متأوها «الحب ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأول».
نامعلوم صفحہ