28
إن أول من قال بالعذر: نذل، وإن أول من وقف حال عجزه عن الوقوف: بطل.
29
المترسمون برسوم العلماء في أمتنا، أو العلماء والدعاة أنفسهم، يفتقرون وبشكل فاقع، إلى العلوم العقلية والاجتماعية والإنسانية في المجموع، كالفلسفة والمنطق والقانون والسياسة ... إلى غير ذلك، فتجدهم يعاندون ما سوى الدين بجلافة، وينطقون بما لا يوائم الدين بجهل، وفي أفواههم عبارة سمجة: «ألا إن كل هذا الصوف في جوف الفرا.»
30
اغفر لنا عجزنا أيها الضعف الشامت، اغفر لهذا الألم الذي يمزق نياط القلوب، ويلفظ الكبد فلذة فلذة.
31
نحن معشر المغتربين داخل الوطن وخارجه، على ملامحنا سمات المنبوذين، وفي نظراتنا تهمة الإنسانية، نتخبط في طريق الحياة المؤدية إلى الموت، كما لو أننا لم نخلق للحياة، فلا نجده بنا رحيما، ما لم يفض صدورنا بسكاكين الكد، والأحزان الثقال، هذا حالنا مع آخر ما ينشد، فكيف يا ترى حالنا إذا ما نشدنا الحياة؟
32
يقتل الطغاة على أيدي بسطاء مغمورين، لا يكاد الناس يعرفونهم، كما لو كان في طيات ذلك دعوة للتواضع.
نامعلوم صفحہ