============================================================
وقد ذكر الشيخ أبو طالب المكى، رحمه الله تعالى، ما يدل على تجويزه، وثقل عن كثير من السلف: صحابى، وتابعى، وغيرهم.
وقول الشيخ أبى طالب المكى يعتبر لوفور علمه وكمال حاله وعلمه بأحوال السلف، ومكان درعه وتقواه وتحريه الأصوب والأولى، وقال: فى السماع: حرام، وحلال، وشيهة، فمن سعه بنفس مشاهدة شهوه وهوى فهو حرام، ومن سنعه بمعقوله على صفة مباح من جارية أو زوجة كان شبهة لدخول اللهو فيه ، ومن سمعه بقلب يشاهد معانى تدله على الدليل وثشهده طرقات الجليل فهو مباح. وهذا قول الشيخ أبى طالب المكى وهو الصحيرح.
فإذن لا يطلق القول بمنعه وتحريمه، والإنكار على من يسمع كفعل القراء المتزهذين البالغين فى الإنكار، ولا يفسح فيه على الإطلاق كفعل بعض المستهترين (1) به المهملين شروطه وآدايه المقيمين على الإصرار ونفصل الأمر فيه تفصيلا، ونوضح الماهية فيه تحريما وتحليلا، فأمنا الدف، والشبابة(2)، وإن كان فيهما فى مذهب الشافعى فسحة، قالأؤلى تركهما، والأخذ بالأحوط والخروج من الخلاف.
وأما غير ذلك، فإن كان من القصائد فى ذكر الجنة والنار، والتشويق إلى دار القرار، ووصف يعم الملك الجيار، وذكر العباذات والترغيب فى الخيرات، فلا سبيل إلى الإنكار، ومن ذلك القبيل ، قصائد: الغزاة، والحجاج فى وصف الغزو والحج؛ مما يثير كامن العزم من الغازى، وساكن الشوق من الحاج وأما ما كان من ذكر القدود والخدود ووصف النساء فلا يليق بأهل الديانة الاجتماع لمثل ذلك.
وأما ما كان من ذكر الهجر والوصل والقطيعة والصد مما يقرب حمله على أمور الحق سبحانه وتعالى من تلون أحوال المريدين ودخول الآقات على الطالبين، فمن سمع ذلك وحدث عنده ثدم على ما فات أو تجدد عنده عزم لما هو آت فكيف يتكون سماعه(44، وقد قيل: إن بعض الواجدين كان يقتات السماع ويتقوى به على الطى والوصال، ويثير (1) وفى نسخة: الستهترين، يقال فلان مستهتر بالشيء، اى : مولع به.
(2) نوع من الزمارن (3) وفى تسخة: فكيف ينكر سماعه.
صفحہ 6