213

============================================================

214 ولا بتحرك فى السماع مع وجود الشيخ إلا أن يخرج عن حد التمييز، وهيية الشيخ تملك المريد عن الاسترسال فى السماع وتقيده.

واستغراقه فى الشيخ يالنظر إليه، ومطالعة موارد فضل الحق عليه أنجع له من الإصغاء إلى السماع ومن الأدب، أن لا يكتم على الشيخ شيئا مسن حاله، ومواهب الحسق عنده، وما يظهر له من كرامة واجابة ويكشف للشيخ من حاله ما يعلم الله تعسالى منه، وما يستحى من كشفه يذكره إيماء وتعريضا، فإن المريد منى انطوى ضميره على شيء لا يكشفه للشيخ تصريحا أو تعريضا يصير على باطنه منه عقدة فى الطريق، وبسالقول مع الشيخ تنحل العقدة.

ومن الأدب: أن لا يدخل فى صحبة الشيخ إلا بعد علمه بسأن قيم بتأديبه وتهذيبه، وأنه أقوم بالتأديب من غيره.

ومتى كان عند المريد تطلع إلى لشيخ آخر لا تصفو صحبته ولا ينفذ القول فيه، ولا يستعد باطنه لسراية حال الشيخ فيه؛ فإن المريد كلما أيقن تفرد الشيخ بالمشيخة عرف فضله وقويت محبته، والمحية والتألف مع الواسطة بين المريد والشيخ.

وعلى قدر قوة المحبة تكون سراية الحال، لأن المحبة علامة التعارف، والتعارف علامة الجنسية، والجتسية جالبة للمريد حال الشيخ أو بعض حاله.

أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح محمد بن سليمان، قال أخبرنا أبو الفضل حميد؛ قال: أخبرنا الحافظ أبو تعبم، قال: حدثتا سليمان بن أحمد قال حدثنا أنس، قال: حدثنا عتبة بن رزين، عن أبى أمامة الباهلى، عن رسول الله قال (دمن علم عبدا آية من كتاب الله فهو مولاه، بنبغى له أن لا يخذ له، ولا يستأثر عليه، فمن فعل ذلك فقد فصم عروة من عرى الإسلام)(1).

ومن الأدب: أن يراعى خطرات الشيخ فى جزئيات الأمور كلياتها، ولا يستحقر كراهة الشيخ ليسير حركاته معتمذا على حسن خلق الشيخ وكمال حلمه ومداراته.

قال إبراهيم بن شييان: كنا نصحب أبا عبد الله المغريى ونحن شبان يسافر بتا فى البرارى والفلوات، وكان معه شيخ اسمه ((حسن)) وقد صحبه سبعين سنة، فكان إذا جرى من أحدنا خطأ وتغير الشيخ تتشفع إليه بهذا الشيخ حتى يرجع لنا الى ما كان.

(1) رواه ابن حبان والدارقطنى.

صفحہ 213