201

============================================================

مهما يصل فليقرأ بهذه الآيات..

وبالمحافظة على هذه الآيات فى الصلاة - مواطئا للقلب واللسان - يوشك أن يرقى إلى مقام الإحسات.

ولو ردد فرد آية من هذه فى ركعتين من الظهر أو العصر كان فى جميع الوقت مناجيا لمولاه، وداعيا وتاليا، ومصليا.

والدعوب فى العمل، واستيعاب أجزاء النهار بلذاذة وحلاوة من غير سآمة لا يصح إلا لعبد تزكت نفسه بكمال التقوى والاستقصاء فى الزهد فى الدنيا واتتزع مته متابعة الهوى: ومتى بقى على الشخص من التقوى والزهد والهوى بقية لا يدوم روحه فى العمل، بل ينشط وقثا.. ويسأم وقتا.. ويتثاوب النشاط والكسل فيه لبقاء متابعة شىء من الهوى بنقصان تقوى أو محبة دنيا.. وإذا صح فى الزهد والتقوى فان ترك العمل بالجوارح لا يفتر عن العمل بالقلب.، فمن رام دوام الروح واستحلاء الدعوب فى العمل فعليه بحسم مادة الهوى.

والهوى روح النفس لا يزول، ولكن تزول متابعته، والتبى ما استعاذ من وجود الهوى، ولكن استعاذ من متابعته، فقال: "(أعوذ بك من هوى متبع)) ولم يستعذ من وجود الشح، فإنه طبيعة النفس، ولكن استعاذ من طاعة فقال : "وشح مطاع)).

ودقائق متابعة الهوى تتبين على قدر صفاء القلب، وعلؤ الحال، فقد يكون متبئا للهوى باستحلاء مجالسة الخلق، ومكالمتهم، أو النظر إليهم.

وقد يتبع الهوى بتجاوز الاعتدال فى النوم، والأكسل، وغير ذلك من أقسام الهوى المتبع. وهذا شغل من ليس له شغل إلا في الدنيا.

ثم يصلى العبد، قبل العصر، أربع ركعات، فإن أمكنه تجديد الوضوء لكل فريضة كان أكمل وأتم، ولو اغتسل كان أفضل.

وكل ذلك له أثر ظاهر فى تنوير الباطن، وتكميل الصلاة.

ويقرأ فى الأربع قبل العصر: إذا زلزلت، والعاديات، والقارعة، وألهاكم.

ويصلى العصر، ويجعل من قراءته فى بعض الأيام: والسماء ذات البروج وسمعت أن قراءة سورة البروج فى صلاة العصر أمان من الدمامل.

صفحہ 201