============================================================
148 ويعجل الفطر عملا بالسئة، فإن لم يرد تناول الطعام إلا بعد العشاء ويريد إحياء ما بين العشاء يفطر بالماء، أو على أعداد من الزبيب أو التمر، ويأكل لقيمات إن كانت التفس تنازع ليصفو له الوقت بين العشاءين، فإحياء ذلك له فضل كثير، وإلا فيقتصر على الماء لأجل السنة.
أخيرنا الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن على قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى قال: أخبرنا أبو نصر الترياقى قال: أخبرنا أبو محمد الجراحى قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبى قال: أخبرنا أبو عيسى الترهذى قال: حدثثا إسحق بن موسى الأنصارى قال: حدثثا الوليد بن مسلم عن الأوزاعى، عن قرة، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله : (حكاية عن ربه) قال الله عز وجل: (أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا))(1) وقال : (الايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))(2).
والافطار قبل الصلاة سئة، كان رسول الله يفطر على جرعة من ماء، أو مزقة من لبن، أو تمرات.
وفي الخبر: ((كم من صائم حظه من صيامه الجوع والعطش)) قيل: هو الذى يجوع بالنهار ويقطر على الحرام، وقيل: هو الذى بصوم عن الحلال من الطعام ويقطر على لحوم الناس بالغيية، قال سفيان: من اغتاب فسد صومه.
وعن مجاهد: خصلتان تفسدان الصوم: الغيبة والكذب.
قال الشيخ أبو طالب المكي : قرن الله الاستماع إلى الباطل والقول بالإثم بأكل الحرام فقال: (سماعون يلكزب أكالون للسحت)(2) وورد فى الخير : أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله فأجهدهما الجوع والعطش من آخر النهار حتى كادتا أن تهلكا، فبعثتا إلى رسول الله تستأذثاثه فى الإفطار، فأرسل إليهما قدحا وقال: (قولا لهما: قيئا فيه ما أكلتما، فقاءت إحداهما نصفه دما عييطا ولحما غريضا وقاءت الأخسرى مثل ذلك حتى ملأتاه، فعجب الناس من ذلك فقال رسول الله : هاتان صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما)(4).
(1) متفق عليه.
(2) متقق عليه.
(3) من آية 42 من سورة المائدة.
(4) متفق عليه.
صفحہ 147