============================================================
141 الباب التتابسبع والثلافتون فى فضل الصوم وحسن أشره روى عن رسول الله أنه قال : (الصبر نصف الإيمان والصوم نصف الصب وقيل : ما فى عمل ابن آدم شىء إلا ويذهب برد المظالم ، إلأ الصوم، فإثه لا يدخله قصاص ويقول الله تعالى يوم القيامة : هذا لى، فلا ينقص أحد منه شيئا: وفى الخبر : (الصوم لى وأنا أجزى يه) قيل : أضافه إلى نقسه ؛ لأن فيه خلقا من أخلاق الصمدية، وأيضا، لأنه من أعمال السر من قبيل التروك لا يطلع عليه أحد إلا الله.
وقيل فى تفسير قوله تعالى : (السائمون) : الصائمون ؛ لأنهم ساحوا الى الله تعالى بچوعهم وعطشهم وقيل فى قوله تعالى : "إنما يوقى الصايرون أجرهم يغير حسابي"(1) هم : الصائمون ؛ لأن الصير اسم من أسماء الصوم.
ويفرغ للصائم إفراغا ويجازف له مجازفة.
وقيل : أحد الوجوه فى قوله تعالى : (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كائوا يعملون }(2) كان عملهم الصوم.
وقال يحيى بن معاذ : (إذا ايتلى المرء بكثرة الأكل بكت عليه الملائكة رحمة له، ومن ابتلى بحرص الأكل فقد أحرق بثار الشهوة . وفى نفس ابن آدم الف عضو من الشتي كلها فى كف الشيطان متعلق بها، فإذا جوع بطنه وأخذ حلقه وراض تقسه يبس كل عضو واحترق بنار الجوع وفر الشيطان من ظله .
وإذا أشبع بطنه وترك حلقه فى لذائذ الشهوات فقد رطب أعضاءه وأمكن الشيطان.
والشبع نهر فى النفس ترده الشياطين ، والجوع نهر فى الروح ترده الملائكة وينهزم الشيطان من جائع ثائم فكيف إذا كان قائما؟ (1) آية 10 من سورة الزمر: (2) آية 17 من سورة السجدة
صفحہ 140