============================================================
وقد جمع الله تعالى للمصلين فى كل ركعة ما فرق على أهل السموات، فلله ملائكة فى الركوع منذ خلقهم الله لا يرفعون من الركوع إلى يوم القيامة، وهكذا فى السجود، والقيام، والقعود.
والعبد المتيقظ يتصف فى ركوعه بصقة الراكعين منهم ، وفى السجود بصقة الساجدين، وفى كل هيئة هكذا يكون كالواحد منهم ويينهم.
وفى غير الفريضة ينبغى للمصلى أن يمكث فى ركوعه متلذذا بالركوع غير مهتم بالرفع منه، فإن طرقته سآمة بحكم الجبلة استغفر منها، ويستديم تلك الهيئة، ويتطلع أن يذوق الخشوع اللائق بهذه الهيئة ليصير قلبه بلون الهيية.
وربما يتراءى للراكع المحق أنه إن سبق همه في حال الركوع أو السجود إلى الرفع منه ما وفى الهيئة حقها، فيكون همه الهيثة متغرقا فيها، مشغولا بسها عن غيرها من الهيئات، فبذلك يتوفر حظه من بركة كل هيئة؛ فإن السرعة التسى يتقاضى يها الطبع تسد باب الفتوح ويقف فى مهاب التفحات الإلهية حتى يتكامل حظ العبد، فتنمى آثاره بحسن الاسترسال ويستقر فى مقعد الوصال.
وقيل: فى الصلاة أربع هيئات وستة أذكار، فالهيئات الأربع: القيام، والقعود، والركوع، والسجود. والأذكار الستة: التلاوة والتسبيح، والحمد، والاستغفار، والدعاء، والصلاة على النبى ، فصارت عشرة كاملة تفرق هذه العشرة على عشرة صفوف من الملائكة: كل صف عشرة آلاف؛ فيجتمع فى الركعتين ما يفرق على مائة ألف من الملائكة.
صفحہ 122