============================================================
وينسبل(1) حجاب تفسه المنيسط بانبساط الطبع الموزون على وجه القلب، ويستفزه النشاط المنبعث من الطبع فيقوم يرقص رقصا موزوئا ممزوجا بتصتع، وهو محرم عند أهل الحق، ويحسب ذلك طيية للقلب، وما رأى وجة القلب وطيبته(2 لله تعالى ولعمرى، وهو طيية القلب، ولكن قلب ملؤن بلون النفس، ميال إلى الهوى، موافق للردى، لا يهتدى إلى حسن النية في الحركات ولا يعرف شروط صحة الإرادات، ولمثل هذا الراقص قيل: الرقص تقص، لأنه رقص مصدره الطبع غير مقترن بنية صالحة، لا سيما إذا انضاف إلى ذلك شوب حركاته بصريح التفاق بالتودد والتقرب إلى بعض الحاضرين من غير نية، يل بدلالة نشاط النفس من المعانقة وتقبيل اليد والقدم وغير ذلك من الحركات التى لا يعتمدها من المتصوفة إلا من ليس له من التصوف إلا مجرد زى وصورة، أو يكون القوال أمرد تتجذب النفوس إلى النظر إليه وتستلذ ذلك وتضمر خواطر السوء، أو يكون للنساء إشراف على الجمع وتتراسل البواطن المملوءة من الهوى بسفارة الحركات والرقص وإظهار التواجد، فيكون ذلك عين الفسق المجمع على تحريمه، فأهل المواخير(3 حينئن أرجى حالا ممن يكون هذا ضميره وحركاته؛ لأنهم يرون فسقهم، وهذا لا يراه، ويريه عباده لمن لا يعلم ذلك، أفترى أحسدا من أهل الديانات يرضى بهذا ولا يتكره؟1! فمن هذا الوجه توجه للمنكر الإنكار ، وكان حقيقا بالاعتذار، فكم من حركات؛ موجبة للمقت، وكم من نهضات ثذهب رونق الوقت، فيكون إنكاز المنكر على المريد الطالب يمنعه عن مثل هذه الحركات، ويحذره من مثل هذه المجالس وهذا إتكار صحيح.
وقد يرقص(1) بعض الصادقين إيقاع ووزن من غير اظهار وجد وحال، ووجه نيته في ذلك أته ربهما يوافق بعض الققراء فى الحركة، فيتحرك بحركة موزونة غير مدع بها حالا ووجذا، يجعل حركته فى طرف الباطل؟ لأنها وإن لم تكن محرمة فى حكم الشرع كلها غير محللة بحكم الحال؛ لما فيها من اللهو، فتصير حركاته ورقصه من قبيل المباحات التى تجرى عليه من الضحك والمداعية وملاعبة الأهل والولد، ويدخل ذلك فى باب الترويح للقلب.
(1) ينسيل: ينقتح (2) وفى نسخة اخرى: وطيبته بالله تعالى (3) مخر الذشب الشاة إذا شق بطنها؛ والماخور: بيت الريية، وهو أيفا الرجل الذى يلى ذلك البيت ومود إليه وفى حديث زياد حين قدم البصرة أميرا عليها، ما هذه المواخير؟ الشراب عليه حرام حتس تسوى بالأرض هدما واحراقا، هى جمع ماخور، وهو مجلس الريبة، ومجمع اهل الفسق والفاد وبيوت الخمارين.
(4) وفى نسخة: وقد يرقص بعض الصادقين بايقاع ووزت:
صفحہ 11