أخبرنا أبو جعفر عمر بن الحسن بن مزيد المزي وأبو عبد الله محمد بن موسى بن سليمان السيرجي الأنصاري وغيرهما، قالوا أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد المقدسي، أخبرنا زيد بن الحسن اللغوي وعمر بن محمد البغدادي قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي وأنا حاضر، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن المثنى، أخبرنا حميد، قال: سئل أنس بن مالك، رضي الله عنه، عن الحجامة، للصائم؟ فقال: ما كنا نكرهه إلا للجهده.
هذا الحديث يجري مجرى الأحاديث الموقوفة لأنه ليس فيه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل أو تقرير.
قلت الأصح عند جماعة من أئمة الحديث والأصوليين أنه من الأحاديث المرفوعة ولو لم يذكر فيه ذلك ولو لم يقيده بعصر النبي صلى الله عليه وسلم، كذا قطع به الحاكم والإمام فخر الدين الرازي، وهو قول كثير من الفقهاء كما ذكره الشيخ محيي الدين في شرح المهذب.
وقال ابن الصباغ في كتابه الغدة أنه الظاهر ومثله بقول عائشة، رضي الله عنها،
[20/أ] كانت اليد لا تقطع في الشيء التافه فقول أنس ما كنا نكرهه إلا لجهده، أظهر من ذلك والله أعلم.
صفحہ 39