على أن يبقى الشاه في الحكم، وقبل بذلك بعض العلماء، ولكن الامام الخميني وجماهير الايرانيين لم يقبلوا " قاموا " وواصلوا الثورة حتى انتصروا وأقاموا حكم الاسلام. وبقي أن يسلموا الراية إلى المهدي عليه السلام عندما يظهر. ولكن التفسير الاقوى، أنهم " يطلبون الحق " من أعدائهم أي الدول الكبرى، وهو أن لا يتدخلوا في شؤونهم ويتركوهم يحكمون ايران بالاسلام، ويقبلوا أن تكون ايران مستقلة عن دائرة نفوذهم. فلا يعطونهم ذلك، حتى يضطروهم إلى أن يضعوا سيوفهم على عواتقهم أي إلى الحرب فيحاربون وينتصرون، فيعطيهم أعداؤهم ما سألوا أول الامر وهو أن يحكموا ايران بالاسلام دون تصدير الثورة صراحة، فلا يقبلون ذلك لانه يصيرا أمرا متأخرا بعد فوات الاوان وتغير الظروف. فتبدأ ثورتهم الجديدة " حتى يقوموا " وهي ثورة الرفض لما أعطوهم والاصرار على امتداد حكم الاسلام لاوسع من ايران. ثم يتبع ذلك ظهور المهدي عليه السلام فيسلمونه الراية. والذي يرجح هذا التفسير على الاول أن مطلب الامام الخميني لم يكن مطلب ثورة المشروطة أو ثورة الكاشاني ومصدق. بل كان من الاساس مطلب الحكم الاسلامي بقيادة العلماء. وأن تعبير " وضعوا سيوفهم على عواتقهم " الاقرب أن يكون تعبيرا عن الحرب بالفعل أو عن الاستعداد التام لها، ويستبعد انطباقه على مقاومتهم لنظام الشاه في التظاهرات المليونية ضد الشاه، واستعدادهم فيها للتضحية، لانه لم يكن عندهم سيوف ليضعوها على عواتقهم، بل كانت ثورتهم سلمية بقبضات الايدي الخالية، ولم يبلغ اعتمادها على العلميات العسكرية حتى لو أضفنا إليها مرحلة سقوط الثكنات وأخذ المتظاهرين أسلحتها في الايام الاخيرة، والاشتباكات القليلة مع حرس الشاه. لم يبلغ ذلك نسبة الخمسة في المئة من مجموع فعاليات الثورة التي أدت إلى النصر.
--- [ 224 ]
صفحہ 223