کسجد مسبوک
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
اصناف
وفي هذه السنة اشتد 66 الغلاء بمصر، لعدم زيادة النيل، فتعذرت الاقوات، واكل الناس بعضهم بعضا، ثم لحقهم وباء وموت كثير. وقال الموفق عبد 67 اللطيف دخلت سنة سبع مفترسة لاسباب الحياة، فارتفعت الاسعار وقحطت البلاد ويئس الناس من زيادة النيل وارتحل اهل السواد والريف الى امهات البلاد، ودخل منهم خلق الى القاهرة واشتد بهم الجوع ووقع فيهم الموت وذلك عند نزول الشمس الى الحمل ووبىء الهواء 68 واكلوا الميتات، ثم اكلوا الصغار من الأدميين وكان كثيرا ما يعثر عليهم ومعهم صغار مشويون أو مطبوخون! وقال 69 رأيت صغيرا مشويا مع رجل وامرأة احضرا فقالا نحن ابواه فأمر باحراقهما. ووجد بمصر رجل قد جردت عظامه. وحكى 70 رجل انه كان له صديق فدعاه يوما 71 لطعام فوجد عنده جماعة من الفقراء وبين ايديهم طبيخ اللحم وليس معهم خبز فارتاع بذلك فطلب المرحاض 72 فصادف عنده خزانة مشحونة برمم الادميين فارتاع وخرج هاربا 73، وكان جماعة قد أووا الى الجزيرة فعثر عليهم وطلبوا ليقتلوا فهربوا فاخبر الثقة أن الذي وجد 74 في بيوتهم اربعمائة 75 جمجمة، قال وجميع ما شاهدناه لم نقصده ولا تتبعنا مضانة وانما صادفناه اتفاقا. قال وحكى لي من اثق به أنه اجتاز على امرأة وبين يديها ميت قد انتفخ وهي تأكل من افخاذه فأنكر عليها فزعمت أنه زوجها 76.
صفحہ 266