وفي هذه السنة كتب انكلتار 48 الى صلاح الدين في معنى الصلح واظهر ضد ما كان يظهره من قبل فلم يجب صلاح الدين الى ذلك ظنا منه ان ذلك منه خديعة ومكرا وأرسل اليه صلاح الدين يطلب المصاف والحرب فاعاد الفرنجي رسله من بعد مدة ونزل عن عمارة عسقلان وعن غزة وعن الداروم 49 والرملة 50 وارسل الى الملك العادل في تقرير 97 / ب/هذه القاعدة فاشار هو وجماعة الامراء بالاجابة الى الصلح 51 فعقدوا الهدنة على ثلاث سنين وثمانية اشهر وتحالفوا على ذلك فلما انفصل الامر اذن صلاح الدين للفرنج في زيارة البيت المقدس فزاروه وتفرقوا وعادت كل طائفة الى بلادها واقام 52 الكندهري بالساحل الشامي ملكا على الفرنج والبلاد التي بأيديهم وكان قليل الشر رفيقا بالمسلمين محبا لهم وتزوج 53 بالملكة التي كانت تملك بلاد الفرنج قبل ان يملكها المسلمون (وسار صلاح الدين بعد تمام الهدنة الى البيت المقدس وأمر باحكام سوره وادخل في السور كنيسة صهيون 54 وكانت خارجة منه بمقدار رميتي سهم وعمل المدرسة والربط والبيمارستان وغير ذلك من مصالح المسلمين ووقف عليها الوقوف وصام رمضان بالقدس وعزم على الحج والاحرام منه فلم يمكنه ذلك فسار عنه يوم الخامس من شوال الى دمشق وجعل طريقه على الثغور الاسلامية كنابلس وطبرية وصفد وتبنين 55 وقصد بيروت وتفقد هذه البلاد وامر باحكامها وأتاه صاحب انطاكية 56 وطرابلس فاجتمع به وخدمه وخلع عليه صلاح الدين وعاد الى بلده ورحل صلاح الدين الى دمشق فدخلها يوم الخامس والعشرين من شوال وفرح الناس به فرحا عظيما لطول غيبته ولذهاب العدو عن بلاد الاسلام) 57.
وفي هذه السنة خرج السلطان طغرل بن أرسلان بن طغرل بن محمد ابن ملكشاه من الحبس بعد موت قزل أرسلان بن المدكي والتقى هو وقيلغ 58 اينانج بن البهلوان بن الذكر فانهزم قيلغ اينانج الى الري.
صفحہ 218