وفي هذه السنة قدم 37 معز الدين قيصر شاه بن قلج ارسلان صاحب بلاد الروم على صلاح الدين في شهر رمضان، وكان سبب قدومه ان والده عز الدين بن قلج ارسلان فرق مملكته على اولاده واعطى ولده هذا ملطية 38، واعطى ولده قطب الدين ملكشاه سيواس 39 فاستولى قطب على ابيه وحجر عليه وأزال حكمه والزمه أن يأخذ ملطيه من اخيه هذا ويسلمها 40 اليه فخاف معز الدين قيصر شاه فسار الى صلاح الدين معتضدا به فاكرمه صلاح الدين وزوجه بابنة اخيه الملك العادل. فامتنع اخوه من قصده وعاد معز الدين الى ملطية في ذي القعدة، قال ابن الاثير 41 حدثني من اثق بقوله قال رأيت صلاح الدين وقد ركب ليودع هذا معز الدين فترجل معز الدين وترجل صلاح الدين وودعه راجلا فلما اراد الركوب عضده معز الدين وركبه وسوى ثيابه علاء الدين خرمشاه بن عز الدين صاحب الموصل قال: فعجبت من ذلك وقلت له ما تبالي يا ابن ايوب أي موته مت وقد اركبك ملك سلجوقي وابن الاتابك زنكي.
وفي هذه السنة توفي حسام الدين محمد 42 بن عمر بن لاجين وهو ابن اخت صلاح الدين. وعلم الدين سليمان بن حيدر 43 وهو من اكابر امراء صلاح الدين.
وفي شهر رجب توفي الصفي 44 [ابن] القابض وكان متولى دمشق لصلاح الدين يحكم في جميع بلاده. وفي:
سنة ثمان وثمانين وخمسمائة
في شهر المحرم منها رحل 45 الفرنج نحو عسقلان 46 وشرعوا في عمارتها وكان صلاح الدين بالقدس.
صفحہ 216