وفي هذه السنة حكم المنجمون 44 في جميع البلاد بخراب العالم في شهر شعبان عند اجتماع 45 الكواكب في الميزان، وذلك بطوفان الريح في سائر البلدان وخوفوا بذلك من لا يقين له من ملوك الأعاجم والروم واشعروهم في تأثيرات النجوم فشرعوا في حفر حفارات في تخوم الارض وتعميقها وتوثيقها وسد منافسها. ونقلوا اليها الماء والازواد وانقلبوا 46 اليها وانتظروا المعياد، فلما كانت الليلة التي عينها المنجمون ما تحرك فيها شيىء من الرياح ولم تر ليلة مثلها في ركودها. هكذا قاله ابن الجوزي وقال ابن الاثير حكم المنجمون ان الخمسة كواكب تجتمع في برج الميزان في التاسع والعشرين من جمادى الاخرة وانه يحدث باقترانها رياح شديدة تهلك فيها العباد وتخرب البلاد، فلم يهب من الرياح شيء في تلك الليلة. 47 وفي هذه السنة توفي ابو محمد عبد الله 48 بن بري بن عبد الجبار ابن بري المقدسي ثم المصري الشافعي العلامة امام النحو، ولد في شهر رجب سنة تسع وتسعين واربعمائة وسمع من جماعة كثيرة واخذ النحو عن الاخرين وتصدر دهرا وتخرج به أئمة، روى عنه الحافظ بن المفضل وغيره وتوفي في شوال من السنة المذكورة.
ومات ابو محمد عبد الله 49 بن محمد بن جرير الأمام القرشي البغدادي ناسخ وقته ببغداد يقال انه كتب نسخة بخمسمائة رطل خبز.
عاش اثنتين وسبعين سنة وتوفي في شعبان من السنة المذكورة. وفي:
سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
كان اول يوم من هذه السنة يوم السبت وكان اول يوم من الاسبوع واول يوم 94 / ب/من الشهر واول يوم من السنة القمرية. قال ابن الاثير 50:
صفحہ 200