کسجد مسبوک
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
اصناف
وفي هذه السنة توفي الملك العادل 52 ابو بكر بن ايوب في سابع جمادى الاخرة من السنة المذكورة. وكانت ولادته ببعلبك سنة اربع وثلاثين وقيل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وقال ابن الاثير 53:كانت ولادته في سنة اربعين وخمسمائة، وتوفي قريبا من دمشق وحمل اليها ودفن بالقلعة. ثم بعد اربع سنين نقل الى تربته، وكان ملكا كبيرا جامعا للفضائل ذا رأي سديد ومكر شديد، صبورا حليما ذا اناة يسمع ما يكره ويغض 54 عليه، استولى على مصر والشام واليمن والحجاز وارمينية وبعض ديار بكر. واظهر 55 مماليكه في آخر دولته من الخمور والفواحش.
وتصدق باموال عظيمة في قحط مصر، حتى قيل انه كفن في تلك السنة ثلاثمائة 56 الف نفس وله حكايات عجيبة يطول ذكرها.
وقسم البلاد في حياته بين اولاده، فجعل للملك، الكامل مصر واعمالها وللملك المعظم عيسى دمشق والقدس وطبرية والأردن والكرك وغيرها من الحصون المجاورة لها. وجعل للملك موسى بعض ديار الجزيرة وميافارقين وخلاط واعمالها واعطى الرها لولده شهاب الدين غازي واعطى قلعة جعبر 57 لولده الحافظ ارسلان، فلما توفي ثبت كل منهم في المملكة التي اعطاه اياها ابوه، واتفقوا اتفاقا حسنا لم يجر بينهم من الاختلاف ما جرت العادة به أن يجري بين اولاد الملوك مثله بل كانوا كالنفس الواحدة.
وفي هذه السنة، في ذي القعدة رحل 58 الملك الكامل محمد بن الملك العادل عن أرض دمياط لأنه بلغه أن جماعة من الامراء قد اجتمعوا 127 أ/واتفقوا على سلطنة اخيه الفائز عوضه فخافهم ففارق منزلته 59 فانتقل الفرنج اليها وحصروا دمياط [برا] 60 وبحرا وتمكنوا من ذلك.
صفحہ 363