سار شهاب الدين الغوري صاحب غزنة 95 في جيش كثيف من خراسان وغيرها فعبر لها وحصر صاحبها خسرو شاه بن بهرامشاه بن مسعود ابن ابراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين، وضيق عليه وبذل له الامان على نفسه واهله وماله ومن الاقطاع ما اراد وأن يزوج ابنته بابن خسرو شاه فلم يجب الى ذلك وامتنع عليه، فلما طال الحصار على اهل البلد ضعفت نياتهم عن نصرة صاحبهم فخذلوه فأرسل يطلب الامان، فاجابه شهاب الدين واقام عنده شهرين مكرما. وكتب الى اخيه غياث 96 الدين يعلمه فجاءه جواب غياث الدين يأمر اخاه شهاب الدين بانقاذ خسرو شاه فجهزه شهاب الدين (وسيره الى اخيه غياث الدين في عسكر من الغورية فلما كان في بعض الطريق عدلوا به الى قلعة) 97 من قلاع 98 الغور، وكان آخر العهد به وهو آخر ملوك سبكتكين. وكان ابتداء دولتهم سنة ست وستين وثلاثمائة وانقرضت دولتهم في هذه السنة، فكانت مدة ولايتهم مايتي سنة وثلاث عشر تقريبا، وكانوا من احسن الملوك سيرة لا سيما محمود بن سبكتكين فان سيرته في العدل والجهاد يعرفها الحاضر والباد.
وفي هذه السنة كتب غياث الدين الى اخيه شهاب الدين بأمره باقامة الخطبة بالسلطنة وكان لقبه شمس الدين فتلقب من يومئذ غياث الدنيا والدين معين الاسلام قسيم أمير المؤمنين، ثم رجع شهاب الدين الى اخيه غياث الدين فسارا في العساكر الى مدينة هراة 99 وكان بها جماعة من الاتراك السجزية فاستسلم اهل البلد وطلبوا الامان فاجابهم الى ذلك وسلما البلد وتسلما عدة من مدائن خراسان ثم سارا الى مرو 100 الروذ فملكاها وسلم غياث الدين ذلك كله واحسن السيرة في اهل البلاد فرجع الى فيروزكوة 101 ورجع اخوه شهاب الدين الى غزنه.
صفحہ 189