کسجد مسبوک
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
اصناف
توفى قطب الدين سنجر 42 مملوك الخليفة المعروف بوجه السبع 43 على بلاد خوزستان، وكان الخليفة قد ولاه اياها بعد صهره طاشتكين 44 أمير الحاج، فلما ظهرت منه امارات التغلب والخروج عن الطاعة روسل في القدوم الى بغداد، فغالط ولم يحضر وكان [يظهر] 45 الطاعة ويبطن التغلب على البلاد. فأمر الخليفة على مؤيد الدين نائب الوزارة وعز الدين نجاح الشرابي بالمسير الى خوزستان ليخرجوه فسارا 46 في العساكر الكثيرة فلما علم بهم سنجر انهم قاصدون له فارق البلد ولحق بصاحب شيراز وهو اتابك 47 الدين سعد بن دكلى ملتجئا اليه فوصل عسكر الخليفة الى خوزستان في شهر ربيع الآخر ثم ساروا الى أرجان 48 عازمين على قصد صاحب شيراز فأرسل صاحبها الى الوزير والى الشرابي يشفع فيه، ويطلب العهد على أن لا يؤذي فاجيب الى ذلك وسلمه اليهم هو وماله واهله فعادوا الى بغداد، وولى الخليفة بلاد خوزستان مملوكه ياقوت أمير الحاج، ووصل الوزير والشرابي ومن معهما من العسكر الى بغداد في أول المحرم من سنة ثمان ووصلوا بسنجر راكبا على بغل باكاف 49 وفي رجله سلسلتان 121 أ/كل سلسلة منهن في يد جندي فسجن الى شهر صفر ثم اخرج من السجن الى دار مؤيد الدين نائب الوزارة، وقد حضر من الأمراء والاعيان جمع كثير وسئل عما نسب اليه من التغلب والخروج عن الطاعة. فقال مؤيد الدين قد علمتم ما تقتضيه السياسة من عقوبة هذا الرجل، وقد عفا 50 عنه امير المؤمنين، وأمر بالخلع عليه، وألبس خلعة وعاد الى داره فعجب الناس من ذلك 51.
صفحہ 334