کسجد مسبوک
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
اصناف
وفي يوم السادس من ذي القعدة توفي السلطان ركن الدين سلمان 89 ابن قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سلمان بن قتلمش بن سلجوق وكان صاحب ديار الروم وكان موته بالقولنج 90 وكان قبل مرضه بخمسة ايام قد غدر باخيه صاحب أنقرة 91 وهي مدينة منيعة فحصره بها عدة سنين، فلما ضعف وقلت الاقوات عنده أذعن الى التسليم على عوض يأخذه فعوضه قلعة في اطراف البلاد، وحلف له على ذلك فنزل أخوه عن مدينة انقرة وسلمها وسار معه ولد 92 له فوضع ركن الدين عليه من قتله، فلم يقف بعده غير خمسة ايام واصابه القولنج فمات فاجتمع الملك بعده لولده قلج ارسلان وكان ركن الدين شديدا على الاعداء فيما يأمر الملك الا ان الناس كانوا ينسبونه الى سوء الاعتقاد 93، وكان عاقلا يحب ستر مذهبه لئلا ينفر الناس عنه.
وفي هذه السنة خرج اسطول من الفرنج الى الديار المصرية فنهبوا مدينة فوة 94 واقاموا خمسة ايام يسبون وينهبون.
وفيها كانت زلزلة عظيمة عمت اكثر البلاد، مصر والشام والجزيرة وبلاد الروم وصقلية وقبرص ووصلت الى الموصل والعراق وغيرها وخرب من مدينة صور سورها 95.
وفي شهر رجب اجتمع جماعة من الصوفية برباط شيخ الشيوخ ببغداد. وفيهم صوفي اسمه بن ابراهيم الرازي 96 من اصحاب شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن اسماعيل وكان معهم مغن يغني فيحرك الجماعة على عادة الصوفية في السماع فطرب الشيخ المذكور ثم سقط مغشيا عليه فحركوه فاذا هو قد قضى نحبه فصلي عليه ودفن وكان رجلا صالحا 97.
صفحہ 287