الحكاية الأولى: صداقة ساعات
عن صديقنا علي. كان منذ أيام في النادي وتعرف هناك بصديق جديد هو خيري، وحدث بينهما هذا الشيء الذي يحدث كثيرا بلا معنى ولا تبرير، أحس كل منهما أنه يعرف الآخر منذ سنوات، وفي لحظات أصبحا صديقين حميمين. - أين تسهر الليلة؟ - عند عصام. - الله! أنا الآخر مدعو عنده. - نذهب معا.
وذهبا وظلا رفيقين طوال السهرة، وازدادت الصداقة بينهما قوة، حتى قارب موعد الرحيل فقالت ربة البيت: إلهام ستأتي الآن.
وقال خيري لعلي. - أظن أنه حان موعد قيامنا.
وقال علي: مستحيل، لا بد أبقى. - لماذا؟ - لأرى إلهام هذه. - أتعرفها؟ - دون أن أراها. - كيف؟ - إنها صديقة لصيقة لابن عمي. - ماذا تقصد بصديقة لصيقة؟ - أي معنى تريد أن تفهمه. - ولكنها متزوجة. - وتريد أن تترك زوجها لتتزوج ابن عمي المجنون بها، والذي ينفق عليها عن جنون أيضا. - هل أنت واثق؟ - أقول لك إنه ابن عمي.
ومرت صاحبة البيت بالصديقين. - علي. أريدك.
وقام إليها وهمست: ماذا تقول لخيري عن إلهام؟ - حكايات. - سمعتك تتكلم عن إلهام. - من ضمن الحكايات. - ماذا قلت له؟ - أروي له عن حكايتها مع شريف ابن عمي. - نهارك أسود. - لماذا؟ - لأنه هو زوجها، وهما مختلفان في هذه الأيام. - ماذا؟ - ما سمعت. - أين باب الخروج؟
وهكذا لا تستغرق الصداقة الجديدة أكثر من ساعات في حياة الصديقين، أي حكمة في هذا لا أدري. أستطيع طبعا أن أستخرج لك بعض حكم سخيفة، لا تتحدث عن النساء إذا كنت لا تعرف من تتحدث إليه معرفة وثيقة، أو حكمة أخرى أكثر سخافة؛ لا تتعجل بالصداقة أو ما شئت، ولكن المؤكد أن الحياة تقصد إلى أي حكمة تريد أن تسمعها، أو أحاول أنا أن أفتعلها افتعالا.
الحكاية الثانية: الزواج والقدر
لعلني لم أعرف في حياتي شخصا أحب زوجته قدر ما كان عبد الحميد يحب زوجته؛ فقد كان دائم الفخر بها والإكرام لها. وكان سعيدا أنها تفصل له قمصانه، وأنها أيضا تعاونه على العيش والتدبير. وكان يرى فيها الجمال الذي لا يراه في أحد سواها.
نامعلوم صفحہ