وبنفس المنطق يصبح قتل الشرطي جمال أمين هدية أخرى وخدمة مجانية لوزراء وولاة وتكنوقراط ونواب، الآن ترتعد فرائصهم لمجرد ورود أسمائهم في قوائم القتلة بالإنترنت.
ولكن لم تفهم وجهة نظري بأن أقتله أنا بيدي، يعني أنني أقيم العدل بأسمى معانيه وإنسانيته، أن يقتل المقتول قاتله، إنني أتشوق أن أراه يتعذب ويتألم تماما كما فعل بي، كما فعل بعشرات النساء، أن أراه يموت.
قلت لهم منهية جدلا أخذ أكثر من ساعتين ويطول: حأقوم بالموضوع دا براي.
قال آدم في هدوء: أنا معاك.
قالت نوار، قالت سابا، قال برهاني، قال مايكل، قال أمين محمد أحمد: حنقتله سوا.
وضعت الخطة بصورة جماعية في كهوف مايا، مباشرة بعد اليوم الختامي للاحتفال السنوي بمايا العزيز، حددت الأدوار والأسلحة، واتفق الجميع على استخدام القبر الفارغ بالكهف الكبير؛ لدفنه به والتخلص من جثته، على أن أقوم أنا باستدراجه إلى الموقع المتفق عليه، وهو الكهف الكبير نفسه.
وكنت أعرف مكان إقامته، لقد أخبرني به ذات مرة، إنه مكان جبلي وعر تنبت فيه أشجار الكتر ومستعمرات الحسكنيت، يبعد عن الكهوف ما يقارب الساعة والنصف مشيا على الأرجل، وصفه لي قائلا: دا واحد من الأماكن اللي أنا بقعد فيها، ربما يوم حتحتاجي لي.
قلت له في ذلك الحين: ما أظن.
ولكن احتجت إليه، نعم حدث ذلك بالفعل؛ لأنني قررت أن أقتله بنفسي، ووحدي وفي مسكنه وبدون أن يعرف أي كان ذلك.
مشكلتي الأساسية أنني لا أعرف أن أستخدم أية أسلحة، لا نارية ولا بيضاء ولا حتى العصي، بل لا أعرف مجرد الدفاع عن النفس، وهو - بلا شك - يجيد كل ذلك، ولكني أعرف شيئا آخر لا يستهان به، وهو استخدام السموم، بالذات الزرنيخ؛ حيث إنني دائما ما أستخدمه في عملي اليومي في صنع بعض الألوان الحجرية لاستطالة عمر اللون وإعطائه بهاء وبريقا خاصا يدوم لسنوات كثيرة، نسبة لمقاومته للحرارة والضوء والماء.
نامعلوم صفحہ