قال مبتسما: من الاستجواب.
قلت له وأنا أرتجف خوفا: الزول دا جسمه كله مجرح ومحرق والدم سايل من ظهره! أنت ما لاحظت؟
قال في برود وهو يهز ساقيه بإيقاع داخلي: يكون وقع في مصيبة عوقته.
قلت له: وديل شنو الناس البيض ديل، شياطين؟
قال وهو يجلس في مقعده بهدوء: ديل خبراء تحقيق من أبناء عمومتنا العرب، كانوا في أفغانستان، حاربوا الروس الشيوعيين هناك، عندهم خبرة كبيرة في التعامل مع اليساريين والجواسيس بصورة عامة.
قلت له بطريقة جادة وأنا أنهض من الكرسي: خلينا نخرج من المكان دا ...
قال مبتسما: لوين؟ - لأي مكان تاني. - لا يوجد مكان أهدأ من هنا ... الحدث دا ما حيتكرر تاني، أوعدك ... أنا حاحسم الموضوع دا نهائيا. - أفضل نمشي من هنا، بس نطلع من هنا. وأنت ليه ما عايز توديني البيت، مش خلاص عرستني؟ - أنت قبل شوية ما قلت أنا تافه وما حتسلمي علي في الشارع؟ - أنا اتراجعت، حاسلم عليك، بس وديني بيتنا. - بيتكم! - أيوا! - ولكن ... خلي التحقيق معاك ينتهي، أنت لسه في نظر القانون خاينة، وخطرة على الدولة، وهم طالبين منك طلب بسيط وأنت ما عايزة توفي بيه. - كويس لو بقينا هنا؟ ... حاقتلك ... - تقتليني أنا؟ عملت ليك شنو؟ - نعم ... حاقتلك أنت، ومن الأحسن تاخد المسألة مأخذ الجد.
قال محتارا أو مراوغا: إذا نمشي وين؟
قلت له بحدة: نمشي إلى الكهوف. - ياتو كهوف ... - كهوف مايا زوكوف ...
سأل ضاحكا: مايا زوكوف؟ - نعم. - كهوف كلية الفنون اللي كلها قبور وشياطين؟ - نعم. - لكنهم ما بيسمحوا لينا نمشي هناك. - بإمكانك تدبيره ... أنت موظف كبير ومسئول، وأنت اللي بتسمح واللي ما بتسمح.
نامعلوم صفحہ