کسل مصفیٰ
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
اصناف
الشارب لا فوقه ولا دونه.
ومن قرأ قدروها بضم القاف وكسر الدال فإنه أراد: قدرت لهم تقديرا ثم كف ذكر اللام كما قالوا: وهبت لك مالا ووهبتك مالا، وكسبت لك مالا وكسبتك مالا، فالمعنى: عقلت شهواتهم وإرادتهم بمقاديرها، واللام من قدروا لها كقوله تعالى: وإذا كالوهم أو وزنوهم [3/ المطففين: 83] في أحد الوجهين المقولين في ذلك، وكقول الراجز: «في ساعة يحبها الطعام». أي يحب فيها، فحذف «في».
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: أتوا بها فأدوتهم فلا يشتهون بعده شيئا ولا يعضلون فيها شيئا.
وروي عنه أنه قال: قدرت للملك، وأنه قال: قدرت على الري والظمأ.
وروي عن الشعبي أنه قال: قدروها على ما في أنفسهم فوافتهم على ما قدروا في أنفسهم لا يزيد ولا ينقص.
وعن الحسن: قدروها في أنفسهم فجاءت على ما قدروها.
وعن مجاهد أنه قال: لا ينقص ولا يفيض.
وعن الضحاك: على قدر أكف الجواري وري الأقوام لا يعجز/ 106/ عن ري ولا يعجز عنها كف.
فإن قيل: كيف حكم السلسبيل وتصرفه ومعناه؟
قلنا: هو وصف للشراب بالسلاسة والعذوبة، وسميت العين به، وقد يكون السلسبيل اسما مبنيا من غير وصف، إلا أنه صرف كما ذكرت في صرفهم سلاسل و قواريرا .
وروي عن طلحة بن مصرف أنه قرأ: سلسبيلا بالفتح من غير تنوين ولا يقف؟ عليه بالألف، وهذا [بناء] على أنه ذهب إلى أنه اسم لمعرفة مؤنثة [ظ] وفي حروفه مع ذلك زيادة على جمهور تسمية العرب، وجواز حذف الألف كجوازها في قراءة من قرأ: سلاسل و قوارير بغير ألف ولا تنوين، وثمود؟ إذا كان منصرفا [منصوبا «خ»] أيضا، وكتابته بالألف في جميع المصاحف.
وروي عن مجاهد أنه قال: سلسبيل: سلسلة السبيل.
صفحہ 92