جاءكم بالبينات من ربكم .
قالوا: فإنه قد كانت أحوال النبي صلى الله عليه بمكة كذلك فكيف يمكن أن كانت؟ له بها أسرى؟!
وقالوا أيضا: إنه ذكر في حديث اليتيم [الواردة في القصة] أنه [قال:] استشهد والدي يوم العقبة ولم تكن تلك الواقعة إلا بعد الهجرة لأن الرسول (عليه السلام) لم يؤذن له في القتال مدة مقامه بمكة.
ومن قائل قال: إن بعض المفسرين يقول في قوله تعالى: إن الأبرار يشربون من كأس إلى آخر القصة أنها نزلت في رجل من الأنصار وربما سموا ذلك الرجل.
ومن قائل قال: إنها مبهمة في الألفاظ فلا يخص إلا بدليل لأنه قال: إن الأبرار فجمع ولم يقل: «إن البار» فيكون فيه إشارة إلى واحد بعينه.
وكذلك قالوا: في يشربون و يوفون ويخافون و يطعمون إلى/ 24/ آخر اشكالها.
ومن قائل قال: إن المرتضى وأولاده والزهراء (رضوان الله عليهم) كانوا أرفع درجة وأعلى رتبة من أن يسموا ب «الأبرار»!
قالوا: ألا ترى أنه قال رضى الله عنه: «أنا الصديق الأكبر» وليس في تسميتهم ب «الأبرار» إعلاء لدرجاتهم ولا رفعا لشؤونهم وصفاتهم!!!
وقالوا: ألا ترى أنه ابتدأ بذكر الشراب وليس الشراب من أعالى الثواب.
وقالوا أيضا: ألا ترى أنه قال: عينا يشرب بها عباد الله وليست هذه من الأوصاف العالية! لأن اسم المؤمن والمتقي أرفع منه لاشتمال سمة العبد على الكافر والمؤمن!!
ثم قالوا: ومدحهم أيضا بالإيفاء بالنذر، والخوف من القيامة، ثم بالإطعام وليست هي من أعالي المناقب والإكرام.
قالوا: أولا ترى أنه جعل إطعامهم للمسكين والأسير واليتيم؟ وليست الثلاثة من أفاضل الأمم الموصوفين بالتعظيم، لأن فيهم الكافر والطفل الذي لم يجر عليه القلم فلا يعتد به في التقسيم!!!
صفحہ 33