عروس الأفراح

Baha ad-Din as-Subki d. 773 AH
143

عروس الأفراح

عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح

تحقیق کنندہ

الدكتور عبد الحميد هنداوي

ناشر

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

وقولنا: بتأوّل خ خ: يخرج ما مرّ من قول الجاهل؛ ولهذا لم يحمل نحو قوله [من المتقارب]: أشاب الصّغير وأفنى الكبي ... ر كرّ الغداة ومرّ العشى ــ مثل: عيشة راضية، أو للمفعول مثل: سيل مفعم؛ على أنه قيل فى عيشة راضية غير ذلك، فقال البصريون: هو على إرادة النسب، أى عيشة ذات رضا، وفيها ضمير الفاعل، كما هو فى قولك: رجل هندى. وقال الكوفيون: أصله مرضية، فأقيم راضية، مقام مرضية. قال الفارسى: فعلى هذا ليس الضمير المستتر فاعلا، بل هو قائم مقامه، فعلى الوجهين هو مجاز إفرادى لا عقلى، وقيل: الأصل راض صاحبها، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، فارتفع مستترا، وأنث لإسناده لمؤنث، وقيل: راضية معناه كاملة. وقوله: وسيل مفعم الكلام فيه كعيشة راضية فتطرقه هذه الأقوال وكذلك الجميع وقوله: شعر شاعر تقدم الكلام عليه. (تنبيه): عرف مما سبق أن الإسناد إلى الفاعل والمفعول أقسام أربعة: أحدها - أن يسند إلى الفاعل والفعل مبنى له مثل: (قام زيد). الثانى - أن يسند إلى الفاعل والفعل مبنى للمفعول مثل: (رضى صاحب العيشة). الثالث - أن يسند إلى المفعول والفعل مبنى للفاعل، مثل: (عيشة راضية). الرابع - أن يسند إلى المفعول وهو مبنى له مثل: (ضرب زيد). (تنبيه): المراد بقولنا الإسناد إلى المفعول وما معه هو الذى كان مفعولا، وكذلك فى الجميع، ولا نعنى أنا نسند إليه حال كونه مفعولا، فلا نقول: إن راضية بمعنى مرضية، والضمير للفاعل، ولو قلنا ذلك لتهافت، بل الصيغة فاعل لفظا صناعيا، ومعنى مجازيا. (تنبيه): لك أن تقول: الملابسة لا تختص بالسببية، بل جميع العلاقات المذكورات فى المجاز اللفظى ينبغى أن تأتى فى المجاز الإسنادى. قوله: (وقولنا بتأول يخرج ما مر من قول الجاهل) يعنى قوله: أنبت الربيع البقل، ويعنى الجاهل بالله تعالى، وهو الكافر. قوله: ولهذا لم يحمل على المجاز قول الصلتان العبدى، وقيل السعدى: أشاب الصّغير وأفنى الكبي ... ر كرّ الغداة ومرّ العشى (١)

(١) الأبيات من المتقارب، وهى للصلتان العبدى: قثم بن ضبية العبدى، فى شرح الحماسة للمرزوقى ص ١٢٠٩، والمعاهد ١/ ٧١، ولطائف التبيان للطيبى ص ١١٧ بتحقيقى، والتبيان للطيبى ١/ ٣٢٠ بتحقيقى، ونهاية الإيجاز -

1 / 144