نعم، أنا على يقين من ذلك. «إذن، فليس لدينا سوى طريق واحد.»
فكتبت مترددة: أود أن أسأل ماذا كانت تحوي تلك الورقة؟
أغمض البك عينيه وأخذ عدة أنفاس عميقة قبل أن يخرج ورقة وقلما من الدرج العلوي للمكتب. «ما أخذه الكاهن ليس ذا أهمية كبرى ، ولكن المشكلة أننا لا نستطيع أن نثق به بعد الآن.»
بينما كانت إلينورا تنظر من فوق كتفه، كان البك يكتب خطابا قصيرا.
عزيزي الكاهن جيمس مولر
أخشى أننا لا نستطيع أن نواصل الدروس التي تعطيها للآنسة إلينورا كوهين. ونظرا لظروف خارجة عن إرادتنا لا يمكننا للأسف أن نناقشها، فإنه علينا إنهاء تلك العلاقة في الحال. لقد استمتعت الآنسة كوهين بالدروس التي كنت تعطيها إياها كثيرا، ونحن نتمنى لك كل خير في المستقبل، ونأمل ألا يكون هذا القرار مصدرا لأي متاعب أو أضرار مفرطة بالنسبة إليك.
المخلص
منصف باركوس بك
قرأ البك الخطاب ونظر إلى إلينورا كي يحصل على موافقتها قبل أن يطويه ويضعه في مظروف. وهكذا انتهت دروسها. كانت تعلم أنها قامت بالفعل الصحيح، كانت تعلم ذلك، ولكنه لم يبد شعورا صحيحا على الإطلاق. فبعد أن حاولت أن تقرأ في المكتبة لبضع ساعات، تناولت الغداء وصعدت عائدة إلى غرفتها، ثم اندست في الفراش وهي تفكر في كلمات الجنرال كرزاب إلى زوجته عن جوهر الحقيقة وماهيتها: «سمكة مراوغة تتلألأ قشورها في الماء، ومحارب شريف معرض للخطر، ولكنها صماء كالرصاص في قاع السفينة.»
استيقظت إلينورا في صباح اليوم التالي على قرع الباب والموسيقى الخافتة للسيدة داماكان وهي تترنم بلحن مألوف. تناثرت أحلامها في الزوايا البعيدة من الغرفة، تحت الأثاث، وفي شقوق ألواح الأرضية. فركت عينيها، ثم تسللت من فراشها وتبعت السيدة داماكان إلى الحمام. كان الهواء معبأ ببخار الماء ورائحة الصابون، وأطل الصباح بوجهه من النافذة التي تعلو الحوض كما لو كان متسولا. شعرت إلينورا بقشعريرة في جسدها وهي تنزلق في المغطس، واقتفت أثر حرف
نامعلوم صفحہ