قال البك وهو ينهض عن المائدة: «أيتها الآنسة كوهين، إنني لن أعود إلى المنزل حتى وقت متأخر من هذا المساء، فقد دعيت إلى منزل الحاج بكير.»
حسمت ذكرى إلينورا عن الحاج بكير وعدم نزاهته ومزاجه الحاد بالنسبة إليها؛ الأمر، فأخرجت ورقة وقلما من جيب ردائها.
هل يسمح وقتك بدقيقة؟ فلدي سؤال.
قال البك وهو لا يزال واقفا: «بالطبع، ماذا يدور في خاطرك؟»
فتابعت بعد تردد طويل: «بالأمس كنت في أروقة جناح الحريم»، ونظرت إليه كي تقيم رد فعله. طبقا لمعلوماتها فلم يكن البك يعلم شيئا عن رحلاتها الاستكشافية، وسواء أكان يعلم أم لا، فلم يبد عليه أنه بوغت على الإطلاق لإفشائها ذلك السر.
لقد اكتشفتها بالمصادفة، فأنا أصعد هناك أحيانا عندما أرغب في قضاء بعض الوقت بمفردي، وأنا آسفة لو لم يكن مسموحا لي بالدخول إلى هناك.
فقال: «إنني أتفهم ذلك، هل هذا كل ما رغبت في قوله؟»
فرمقت إلينورا السيد كروم الذي كان يقف بجوار الصوان ويداه خلف ظهره.
كنت في الأروقة عندما رأيت الكاهن. كان ذلك بعد انتهاء الدرس، وكان قد ظل في المكتبة كي يدون بعض خواطره. لم أكن أنوي مراقبته، ولكنني عندما نظرت إلى الأسفل رأيته يتصفح محتويات أحد أدراج مكتب الكولونيل.
فزم البك شفتيه. «هل هذا كل ما في الأمر؟»
نامعلوم صفحہ